أقلامهم

ذعار الرشيدي: وجود هؤلاء «المجهولين» ضروري، ربما لا يقبل بغالبيتهم الغالبية، وفي النهاية هم أصحاب رأي.

«المجهولون».. وشذوذ «تويتر»
بقلم: ذعار الرشيدي
كثير من المغردين خاصة من الكتاب والناشطين السياسيين الذي يكشفون أسماءهم الحقيقية وصورهم ويعلون عن آراءهم وبكل جرأة يتحسسون كثيرا من أصحاب الأسماء المجهولة في «تويتر»، بل إن بعضهم يطالب بحذفهم أو تحجيمهم، وبعض الزملاء يعلن رسميا أنه لن يدخل في نقاش مع أي مغرد باسم مستعار، ولا ألومهم فبعض أصحاب الأسماء المستعارة خاصة ممن يتعاطون السياسة تخصص في الشتم وإطلاق الشائعات والمعلومات المغلوطة عن الشخصيات السياسية، وفي هذا الأمر وجهة نظر.
شخصيا وبشكل عام لست ضد المغردين أصحاب الحسابات المجهولة، لأنني أرى وجودهم ضروريا، بل الأهم أن وجود بعضهم أكثر من ضروري، فبسببهم تم كشف الكثير من الوقائع والحقائق للعامة، أعني بسبب بعضهم خاصة ممن يتعاطون مع الشأن السياسي بشكل يومي بعيدا عن الشتائم والتطاول والتجريح والقذف المبرمج كشفوا أسرارا ما كانت لتظهر للعلن وتصبح قضية عامة لولاهم.
كم حقيقة كشفها المغردون المجهولون في تويتر، كم وقائع أحداث خرجت من دائرتها الضيقة إلى العلن بسبب مغرد مجهول الاسم، هذا فضل يجب ألا ننساه لأصحاب بعض الأسماء المجهولة «المجهولون» في تويتر واقع وحقيقة عليك أن تتعايش معها وتعيش وفق حقيقة وجودهم كمغرد، سواء كانوا كاشفي فساد أو كانوا متخصصين في الشتم أو حتى كانوا مطلقي إشاعات رخيصة.
وجود هؤلاء «المجهولين» ضروري، ربما لا يقبل بغالبيتهم.. الغالبية، ولكنهم في النهاية أصحاب رأي، نعم أصحاب رأي، وعليك أن تستمع لرأيهم كما تريد للجميع أن يستمع لرأيك، قد لا تعجبك آراؤهم، وقد ترى فيها مساسا شخصيا بك أو بكتلتك أو مذهبك أو قبيلتك أو توجهك السياسي، ولكنهم في النهاية أصحاب رأي وهذه آراؤهم يعلنونها كما تعلن أنت عن رأيك، الفارق أنك تضع اسمك الحقيقي وصورتك الشخصية، وهم يضعون اسما مستعارا وصورة تعبيرية، وليس جميعهم جبناء، ولكن في النهاية لهم مبرراتهم في اللجوء إلى الاسم «المجهول»، خاصة أولئك المتخصصين في كشف الفساد، وحتى ذلك المغرد المجهول الذي لا يكشف فسادا ويكتفي بإطلاق الآراء القاسية ضد ذلك السياسي أو تلك الكتلة فربما له مبرراته في أنه إما قريب لأعضاء الكتلة أو ربما حتى ابن لذلك السياسي وقرر أن يكشف رأيه بهم بعيدا عن الحرج باستخدام اسم مستعار «مجهول».
من حق كل شخص وإن لم يعلن عن نفسه أن يطلق رأيه صراحة عبر تويتر، وأن ندافع عن حقه في إطلاق رأيه حتى وإن كنا نرفض رأيه.
إن كل شخص يرفض اي صاحب رأي لا يتوافق مع رأيه هو شخص إقصائي، يتعامل بديكتاتورية من حيث لا يدري، عليك أن تتعامل مع كل المغردين بمختلف آرائهم كواقع سواء وافقك الرأي أم لم يوافقك، سواء كان معك أو ضدك، الطبيعي هو أن نختلف، أما الأمر الشاذ أن يكون البشر كلهم برأي ذي اتجاه واحد، وهذا أمر لم يتحقق منذ بدء الخليقة حتى اليوم، ولن يتحقق، والاختلاف هو أصل التعايش.
توضيح الواضح: أعلم يقينا أن بعضا من أصحاب تلك الأسماء المستعارة يعملون لصالح نافذين لمهاجمة خصومهم أو يعملون لصالح جهات أمنية، ولكن هؤلاء يمكن أن تكشفهم من خلال متابعة تغريداتهم، وفي مقالي كنت أتحدث عن أصحاب الأسماء المجهولة في تويتر من الغالبية وليس من المستأجرين.