أقلامهم

خلود الخميس تكتب: مرحباً بالطائفيين!

مرحباً بالطائفيين!
خلود عبدالله الخميس
إن كانت وصفاً لكل من ينصف الشعب السوري المنتهك!
إن كانت تهمة من يرفض أن يكون أطفال سوريا قرابين لنظام حاكم أصيب بالاستذئاب على شعب أعزل صبر على حكم أقلية مجرمة تستفرغ فيه الظلم أربعة عقود حتى فاض!
إن كانت حجة لتحييد الأصوات المستنكرة ممن ملأ بطون النساء الطاهرات بنفاياته لاعتياده على إنجاب من سفاح!
إن كانت «البعبع» الذي يخوفون فيه من يدعم ويمد ويمول المجاهدين في أرض نفدت لحودها من عظم أعداد الشهداء!
إن كانت الطائفية هي السبة التي تصرخ بها أصوات القتلة والمغتصبين والمنادين بثارات ليسوا هم أحق بها، ولا هم أهلها، ولا لها أصل في دين الإسلام الحنيف. فيا مرحبا بالطائفية وأتباعها!
وتباً لكل من لا يكون طائفياً من المسلمين!
يا من تناصبوننا العداء وتقولون إننا طائفيون، هل نحن من نريد للناس الموت ونشجع على الحروب بادعاءات بدعية لم ينزل الله بها من سلطان وكلما استنكرها أحد منكم فريقاً تكذبون وفريقاً تغتالون؟!
هل نحن من اعتبرنا القتل موائد ننتقي فيها ما لذ وطاب ونقدمه أضحية لضريح حجر لو نطق صاحبه من تحت الثرى في القبر المفترى عليه لبرأ إلى الله مما تدعون؟!
هل نحن من شرعنا الذبح الممنهج ممتطياً عمامة الانتقام لآل البيت والصحابة وسكان القرون الماضية والذين صاروا لربهم وهو يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون؟!
هل نحن من نتشفى بالموت وتطاير الأعضاء البشرية ونشرب كل ما لونه أحمر ونحرض نظام ظالم هوايته رفع القصور فوق أساسات من جماجم؟!
هل نحن من أباد أهل سوريا وظاهر عليهم وهم عزل ونقول كذباً: «هؤلاء إرهابيون»؟!
هل نحن من نمارس قطع الطرق والحرابة ضد الآمنين؟!
لا نحن الطائفيون لا نفعل ذلك ولن نفعل. فاخرسوا إذاً!
عندما تتهمون أحداً بالطائفية، افهموا تعريفها على أدنى حد قبل استخدام المصطلح، أم هذا ديدن الجهال.. تكرار واتباع بلا عقل!
لقد سئمنا من نداءات اللحمة الوطنية وأنتم تفرمون لحم أبناء المسلمين.
لقد هرمنا من تمثيليات قبول الآخر فصرنا نحن الآخر حتى جزت رؤوس عيالنا بالفؤوس.
ألا تستحون؟!
ألا تخجلون من تأييدكم لقتل الأبرياء في الشام بمبررات أقل ما توصم بالعار والخزي! تكفيريون.. القاعدة.. التخربيون.. حماية الأقليات.. الدفاع عن شرف الأضرحة.. الحماية من نبش القبور.. وبالطبع الصفة الأشهر الطائفيون!
أنتم يا من تتبجحون وتقولون على المسلمين الكذب وتتآمرون مع اليهود والنصارى ضدهم خفاء، وتظهرون خلاف ما تبطنون، إن كنا نحن الطائفيين، فماذا تسمون أنفسكم؟!
معادلة العدل سهلة وبسيطة، قل الحق ولو على أهلك ونفسك، وهنا الصعب، طريق النزاهة والشرف ليس حريرياً، بل مفروش بعراقيل الفتاوى وأوامر الأسياد المعممين وضغوط العائلة وشح النفس من دفع ثمن نصرة الحق، ولكن للأسف قلة منصفة من ترى الأشواك وروداً تعبر عليها ولا تبالي ولا تنظر وراءها.
ولكن لا بصائر لمن ختم الله على قلبه وسمعه وبصره، وأهانه بأن ولى عليه ناعقاً هو ليس إلا مردداً خلفه آمين كالأنعام!
فلو صمتم لكان أقل الشرين وأهون المفسدتين، ولكنتم في صفوف المخذلين للجهاد السوري المستحق ضد ظلم بواح لم يترك بشرا ولا زرعا ولا حيوانا ولا حجرا. ولكن مثلكم كثير، كنا نحترمهم ونظن بهم خيراً، حتى أسقطت كل رقبة نحرت في بلاد الشام المشابك الصدئة التي نشبثهم بها في قائمة السبعين عذرا!
فيا مرحباً بكل مسمى يصف أهل الحق والعدل والإنسانية ولن تخوفوننا به.
يا مرحباً بلفظ إرهابي إن كان عن المجاهدين المهاجرين الأنصار الذين تركوا بلادهم ونفروا من حول العالم للدفع عن أعراض أخواتهم، لا يرجون أجراً أو راتبا أو متاعا. مثل غيرهم. يسد رمقهم شربة ماء ويباتون ليالي وأياما وقوفاً في ثغر الرباط!
يا مرحباً بوصف خارج على الحاكم إن كان كخروج أهل الشام المبتلين من بيوتهم ليذبوا عن حق الانتماء لدين الإسلام ولطرد المغتصب الكافر من أرض الطهر والكرامة!
مرحباً بكم أيها الطائفيون في الملحمة الكبرى.