أقلامهم

سامي الإبراهيم: نرجع لنؤكد القول قبل نصف قرن كنا أفضل.

قبل نصف قرن كنا أفضل
الاسم: سامي فهد الإبراهيم
• في أهم قطاعين يهمان المواطن كل مواطن وهما التعليم والصحة، قارنت فوجدت ان الماضي أفضل من الحاضر رغم الوفرة المالية والتقدم التكنولوجي.
لا بل لأكثر من نصف قرن دعونا نختزل الزمن وأركز على أمرين غاية في الأهمية «الصحة، التعليم» ولنعط البداية للأهم التعليم.
سبقنا غيرنا لا بل سبقنا الزمن في التعليم النظامي الغائب عن محيطنا الاقليمي في حينه، جسد ذلك في بناء المباركية بمبادرة وطنية شعبية غير مسبوقة، ذلك كان قبل أكثر من مائة عام، لا بل اكثر من ذلك بناة «المباركية» اشترطوا ان تكون المناهج الدراسية مطعمة بعلوم ومعارف غير تقليدية، وأن يكون الاهتمام منصباً ايضا وبشكل رئيسي على حسن اختيار المعلمين، يا له من فكر ناضج ووطنية نادرة، بنيت «المباركية» وتم اختيار النخبة من المعلمين واستمر حسن الانتقاء بقوة الدفع نفسها بوصول أول بعثة معلمين من القدس في ثلاثينات القرن الماضي، تبعتها اخرى من مصر، هذا ما جعل الامم المتحدة ممثلة باليونيسكو ان تختار المغفور له الشيخ عبدالله الجابر الصباح واحدا من رواد النهضة التعليمية على مستوى العالم، وهو، بكل المقاييس، اختيار مستحق وذو معنى.
كان المعلم في ذلك الزمن الجميل يشعر بالزهو، يحترمه الجميع، ويقفون اجلالاً واحتراماً له ومكانه دائما في مقدمة الصفوف.
تقول مستشارة ألمانيا السيدة ميركل مخاطبة القضاة والاطباء والمهندسين عندما طالبوها بمساواة رواتبهم مع رواتب المعلمين بكلام مزلزل «كيف تجرؤون ان تطلبوا المساواة بمن علموكم»، ونحن هنا نجيد فقط ترديد «كاد المعلم ان يكون رسولا».
في هذا السياق لا ادري اذا كان مناسبا تذكير الاخت الفاضلة الشيخة امثال الاحمد بما نقلته عنها الصحف اثناء حفل تكريم فريق متطوعي الموروث الشعبي وفريق متحف العثمان، عندما قالت مشكورة: «انتظروا منا ان شاء الله ان نحيي صروحاً اخرى اثرية وسننفض الغبار عنها مثلما أحيينا بيت العثمان». للتذكير فقط هل هناك ما هو اهم من اعادة بناء «المباركية» وان تعاد معماريا كما كانت لتكون مثالا مجسماً كمتحف للتعليم المبكر يحق لنا بعده ان نفخر به، ونؤكد نضج فكر هذا الشعب الكريم منذ نشأة الكويت الأولى؟ ننتظر متى سينفض الغبار الذي تراكم مع كل الأسف بهدمها، ذلك كان اعتداء على التاريخ.
اما الهم الآخر «الصحة» فاشعر كمواطن بألم وحسرة تحطم حواسي العشر عندما أقرأ ارقام ما هو مخصص او ما تم صرفه للعلاج في الخارج، وكيف ان أقل معاناة صحية علاجها بالخارج هو الأنفع، وان تأتي الأوامر بارسال حتى من يصاب بجرح بسيط اثناء ادائه لعمله مقدور عليه محليا يرسل الى الخارج للعلاج، هل يعقل وهل هو مقبول تلك الملايين المخصصة كميزانيات للوزارة المعنية، وتلك المستشفيات والكوادر الطبية والأجهزة الحديثة، كل ذلك ولا نزال نجزم بان العلاج في الخارج حتى لو كان في تايلند هو الأفضل؟ عندما نؤكد ونقول العلاج قبل نصف قرن أو يزيد كان أفضل من خلال وجود المستشفى الاميركاني الوحيد والمريح آن ذاك، لا اريد ان اسمع ان الظروف قد تغيرت، والبلد كبر وعدد السكان تضاعف، كل ذلك سوف يقزم عندما نعترف بامكانات الدولة غير العادية وتأكيد قدرتها على اختيار نخبة من اطباء العالم المتميزين باختلاف تخصصاتهم، وأيضا، وهو لا يقل اهمية، كوادر تمريضية وأحدث ما هو موجود من أجهزة طبية وتقنية، وفي عملية حسابية سريعة سوف نرى كل ذلك لا يكلف %50 مما يصرف على السياحة الصحية الصيفية.
نرجع لنؤكد القول قبل نصف قرن كنا أفضل.
والله وحده الموفق،،