أقلامهم

مشاري العدواني: أتمنى من كل قلبي ألا يكون حريق جامعة الشدادية كما حريق محال الأسلحة!

محل السلاح احترق!
مشاري العدواني
-1
 قبل أيام قليلة كانت لدي معاملة في إحدى الوزارات المهمة بعد موظف الاستقبال بدأت رحلة العودة لتمارين الـ45 يوما أعمال شاقة في الكليات العسكرية ذهبت كما وجهني المستقبل إلى ثاني مكتب على اليسار وأرجع للمكتب اللي تحت على اليمين وورد المبلغ للخزينة فوق تحت شمال، يمين، يسار، شد حيلك اضغط، ارفع، انزل.. إلى أن وقفت جميع الأوامر العسكرية التي تلقيتها فجاء صوت خافت يقول لي معاملتك ما تمشي إلا بتوقيع المدير العام!
فسمحوا لنا بعد التمني بالدخول على معالي جناب المدير وبعد «التيكي تاكه» الإسبانية عن الأحوال الجوية والسياسية قام بالتوقيع على المعاملة ففاجأني بطلبه.. ممكن كرتك؟! كرتي؟! هنا جاءتني الفرصة لرد الصاع صاعين له على الهواء مباشرة في وجهه.. فقلت له يا عمي هل ما زال في هذا العالم الشفاف بعد أن أصبحت أميركا العظمى ماشية «سلط ملط» بعد الويكيليكس وبعد تجارة بيع المعلومات الشخصية وبعد تويتر وانستغرام وبرامج الأرقام والاسماء الموجودة في موبايل أصغر طفل بالكويت والتي تضع من خلالها اسم من تريد، فيظهر لك هاتفه، وكل المعلومات عنه في أحد ما زال يشيل كروت معاه ويوزعها على خلق الله؟! صعق بأنني أكلته وأكلت الإدارة التي يرأسها بأكملها بقشورهم المهم بأنه ضحك ضحكة بنفسجية وهي تعني اطلع برة أنا غلطان اللي موقع لك معاملة؟!
موضة الكروت القديمة والسحيقة في اعتقادي لم تعد صالحة إلا لموظفي المبيعات أو للدول الشيوعية المنغلقة أما الدول الرأسمالية، فالشعوب ماشية يا مولاي كما خلقتني معلوماتيا!
… ومن الكروت والموضات القديمة إلى موضة اعتقدت بأنها اندثرت ولكن على ما يبدو بأن العرق دساس في تلك الأمور ففي السابق كنا نسمع عن محال بيع السلاح التي يحدث قبل إجراء الجرد الرسمي لها من قبل الجهات المختصة حريق! ويا سبحان الله كل سنة قبل الجرد بأيام يشب الحريق.. والسبب واضح لكي تضيع الصقلة ولكي لا يتم اكتشاف الأسلحة التي ادخلت البلاد بتراخيص رسمية ومن المفترض بأن تباع بتراخيص رسمية لكنها بيعت تحت الطاولات ولكن للأسف الشديد الحريق أكل الحقيقة واليابس! أتمنى من كل قلبي ألا يكون حريق جامعة الشدادية كما حريق محال الأسلحة!