أقلامهم

محمد الرويحل يتساءل: ماذا لو عاد مرسي أو أخوانه

ماذا لو عاد مرسي أو أخوانه ؟؟
محمد الرويحل
 كيف ستكون صورة الفرحين بالانقلاب العسكري والمؤيدين له إن عاد مرسي لسدة الحكم أو عاد حزبه عبر صناديق الاقتراع وبتأييد شعبي؟ وهل من الحصافة السياسية أن تهرول أموال الخليج بالمليارات لتدخل مصر على جثث الاسلاميين حسب تقرير نيويورك تايمز ؟ ولماذا تؤيديون ما حصل بمصر مؤخراً بهذه السرعة رغم تحفظ غالبية دول العالم وترويها لمعرفة التطورات هناك ؟ ثم كيف ستكون ردة فعلكم لو عاد الرئيس المعزول أو أحد المنتمين لحزبه بتأييد شعبي أو بتدخل المؤسسة العسكرية لإعادة الشرعية؟؟
باعتقادي أن تلك الأسئلة لم يطرحها على طاولة الحوار أحد ممن فرح بعزل الرئيس محمد مرسي ويبدو أن الشعور العاطفي العدائي لحزب الأخوان المسلمين كان مسيطراً على كل من هرول لتأييد ودعم الانقلاب العسكري دون تفكير ودراية عما قد سيحدث مستقبلاً وما ستؤول اليه الظروف ، ولنا في التاريخ عبر ..
حيث أننا أمة لا تقرأ ولا تتعظ من التاريخ فأصبحنا أدوات للغير يسخرونها لأهدافهم ومصالحهم وما حصل في مصر مؤخراً يذكرنا بما حصل في تركيا قبل سنوات حين انقلب العسكر وبدعم وتأييد من التيار العلماني على نجم الدين أربكان وعزله وحظر حزبه الأمر الذي معه زادت شعبية التيار الأسلامي وكسب تعاطف الشعب التركي فعادوا بقوة لسدة الحكم بزعامة أوردغان الذي ينتمي لذات التيار وهو الأمر الذي قد يحدث في مصر مع حزب الحرية والعدالة خصوصا في ظل تزايد شعبية الرئيس المعزول وحزبه وتعاطف الجماهير معهم وبيان جانب من حقيقة المؤامرة التي أحيكت لهم لتقويض حكمهم وإفشاله عبر سلسلة إجراءات تمس حياة المواطنين كالكهرباء والأمن والوقود ..
ولو أن حكومات الخليج دعمت الديمقراطية والشرعية في مصر بهذه المليارات واحتوت حزب الحرية والعدالة لكان أفضل لها ولشعوبها ..
ما جعلني أطرح تلك الأسئلة في بداية مقالي هو خوفي وقلقي من تسرع وتخبط حكوماتنا الخليجية في اتخاذ قرارات عاطفية وغير مدروسة قد تكون عكسية على علاقاتها مع أشقائها العرب وقد تكون استفزازية لشعوبها والشعوب العربية ، ولنا في العراق درس كان من الواجب الإتعاظ منه حين تركوا الساحة العراقية لإيران تدعم الأحزاب الموالية لها وتتمكن من السيطرة التامة على مفاصل الدولة العراقية وقراراتها في حين كان أمام الدول الخليجية فرصة لدعم هيئة علماء المسلمين « الأخوان « في العراق التي كانت ضد حزب البعث الحاكم في ذلك الوقت وضد الهيمنة الإيرانية إلا أنها لم تفعل ، وها هي الدول الخليجية تحصد نتائج تخبطها وسياستها العرجاء ..
 
يعني بالعربي المشرمح
 
لست منتمياً لحزب الأخوان ولست من مؤيديه ولكني كبقية المواطنين والشعوب الأخرى تعاطفت معه حين شاهدت الظلم والتآمر قد وقع عليه دون أن أرى منه أي مؤشر أو دليل لما يتهمه الآخرين كما أنه من العقل والحكمة علينا أن نحترم إرادة الشعوب ونتعامل مع تلك الإرادة بعقلانية وحكمة بعيداً عن العواطف والأهواء الشخصانية ، وخصوصا ساستنا المؤمنون بمقولة لاعدو دائم ولا صديق دائم الأمر الذي لا أفهم معه سر عداء الحكومات العربية وخصوصا الخليجية الدائم مع حزب الأخوان المسلمين ، علماً بأن هذا الحزب نجح في تركيا وكان ديمقراطياً أكثر من دعاة الديمقراطية من الليبراليين وقد ينجح في مصر أو أي نظام جمهوري آخر الأمر الذي كان من المفترض على الحكومات الخليجية إحتواء هذا الحزب المنتشر في كل مكان لما له من مؤيدين واستمالته لهم والتعامل معه بذات الطريقة التي يتعاملون بها مع بقية الأحزاب وخصوصا الليبرالية حتى لا نعض أصابع الندم في حال عودة هذا الحزب لسدة الحكم وبتأييد جماهيري كبير يمكنه من الاستمرار ويشن حملة عدائية لنا كشعوب وحكومات من شأنها الضرر بمصالحنا كدول وشعوب ولا مصلحة لنا من تأييد هذا أو ذاك بهذه السرعة وهذه العلانية الغريبة ، والأولى من حكوماتنا إن كانت تعتقد بأن الأخوان خطر عليها فمن الواجب والمفترض بأن ترمم علاقتها بشعوبها وتضمن لهم الحرية والحياة الكريمة ليكونوا السور الواقي والحصن الحصين لها من أي خطر قد يهددها من الاخوان أو من غيرهم ..