أقلامهم

وليد الغانم: المشكلة الحقيقية في الكويت قد تكون هي الرغبة الدفينة لدى الحكومة في الاستفراد بالقرار.

رأي وموقف
العلة ليست في المجلس
عن الكاتب
قُضيت الانتخابات بمشاركة افضل من سابقتها، ولا تزال الشكوك تحوم حول دستوريتها، وهو ما سيبقي الاوضاع غير مستقرة حتى حسم الطعون المقدمة بشأنها، لكن ليست هذه المعضلة في الكويت.
المجلس المبطل الثاني كان مجلساً موالياً فوق العادة باعتراف اعضائه، وتذمرهم من تعامل الحكومة معهم، وعدم أخذ الشعب لهم بجدية وفي عدة مواقف حصلت، اثبت ذلك، ومع هذا لم تتحمل الحكومة في بعض الاحيان محاولة النواب المبطلين ممارستهم لدورهم الرقابي والتشريعي ولو شكلياً، فتعاملت كما هي عادتها مع المجالس السابقة برفض اتاحة الفرصة للمجلس لأخذ زمام المبادرة.
المشكلة واضحة كرابعة الشمس في وضح النهار، الحكومات المتعاقبة غير مقتنعة بوجود مجلس الامة، بالرغم من الصلاحيات الموسعة لها في الدستور لمواجهة تعسف المجلس ان وجد، ويكفي ان جلسات مجلس الامة لا تنعقد من دون حضور الوزراء، وكفى بهذا عائقاً في مسيرته، فضلاً عن مشاركة اعضائها بالتصويت في طرح الثقة بهم، وتصويتهم في اختيار رئيس المجلس، وامتلاك الحكومة حق طلب حل المجلس وعدم التعاون، كل هذه الامور ـــ وغيرها ـــ رجحت كفة الحكومة في البرلمان، ومع هذا يضيق صدرها دوماً من استمرار المجلس، وتقتنص الفرص لوأد مسيرته.. أين المشكلة اذن؟
هل المشكلة بالاصوات الاربعة، أم بالدوائر الخمس، أم بالصوت الواحد، ام بالمشاركة المتدنية، ام بالانتخابات الفرعية، ام بالفرز الطائفي، ام بشراء الاصوات؟ لا يمكن التجاوز عن الحقيقة البارزة أن العلة ليست في المجلس، ولا في شكل الانتخابات، ولا في نوعية اعضائه، ولا في قوته أو ضعفه، ان المشكلة الحقيقية في الكويت قد تكون هي الرغبة الدفينة لدى الحكومة في الاستفراد بالقرار، والتلكؤ في المحاسبة، وادارة السلطة التشريعية، كما تدير الاجهزة التنفيذية، ومتى استمرت هذه العقلية المؤزمة، فستظل اوضاعنا متدهورة، و«كور مخلبص».. والله الموفق.
• • •
• اضاءة تاريخية: توفي رجل البر والاحسان شيخان الفارسي رحمه الله، وسبب تسميته بـ«شيخان» ان والده ـــ وكان رجل علم وفقه ـــ اعجب بالاسم، اذ كلما روى حديثا للرسول يقول رواه الشيخان (البخاري ومسلم)، فرسخ هذا الاسم في ذهنه حتى اطلقه على ابنه.