أقلامهم

عبدالعزيز الفضلي: فشل الانقلاب العسكري بعجز الجيش فض الاعتصامات في ميداني رابعة العدوية والنهضة.

رسالتي / السيسي بدل حسني … مثل ما رحتي جيتي
عبدالعزيز صباح الفضلي
عندما قامت ثورة 25 يناير في مصر كان الهدف منها التخلص من حكم العسكر الذي جثم على صدورهم قرابة الستين عاما، قدم فيها المصريون تضحيات عظيمة من أرواح ودماء وسجون ومعتقلات وتعذيب، لكن كل هذا كان فداء من أجل أن ينال الشعب كرامته ويتخلص من جلاده، وبالفعل تمكنوا من إسقاط وخلع الرئيس العسكري حسني مبارك.
شارك في تلك الثورة المسلم والمسيحي، الإخواني والسلفي والعلماني والمواطن العادي غير المنتمي، ثم انتقلت البلاد إلى مرحلة جديدة وقف فيها الناس في الطوابير ولساعات طويلة اختاروا فيها رئيسهم في انتخابات نزيهة للمرة الأولى عبر تاريخهم، وقاموا بالتصويت على دستور حاز على تأييد أكثر من 63 في المئة من الشعب.
ثم بدأ الرئيس المنتخب مرسي بالعمل على تحقيق طموح الشعب، وبذل جهده من أجل امتلاك المصريين لإرادتهم وقرارهم من دون أخذ إملاءات من أحد، فأعلن سعيه لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والدواء والسلاح، وأعلن نيته القيام بتطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين الذين دمروها من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية.
ولأن هذه الرؤى والطموحات لا تتوافق مع عملاء المشروع الأميركي الغربي الصهيوني في المنطقة، كان لا بد من العمل على إفشال حكم الرئيس مرسي بأي طريقة، فتوافقت الرغبة عند الأميركان والصهاينة وبعض الدول الأخرى، مع بعض العملاء في الداخل المصري من أتباع النظام السابق، ومع بعض أصحاب التطلعات السياسية، ومن بعض العلمانيين الذين يعادون أي توجه إسلامي، مع تأييد ومناصرة من الكنيسة.
تحرك هؤلاء كل بحسب موقعه لإفشال حكم الرئيس مرسي، فأثاروا القلاقل ووضعوا العراقيل وافتعلوا الأزمات – كالكهرباء والوقود- وحرضوا الناس على الخروج ضد مرسي، واختلقوا حركة «تمرد» لتكون الذريعة التي يستخدمونها لإسقاط الرئيس، وانخدع في تلك الحركة بعض الإسلاميين، وبعض من سحرتهم وسائل الإعلام المضللة، بالإضافة إلى مشاركة بابا الكنيسة تواضروس، وبعض الفاشلين في سباق الرئاسة، وبدعم من أصحاب الأموال المصريين، وكل ذلك بترتيب ودعم من المؤسسة العسكرية بقيادة السيسي، والذي انفضح دوره من خلال إعلان من طالبوا الجيش بالتدخل في 30 يونيو بأنه كان بناء على طلب من السيسي نفسه.
وبالفعل حدث الانقلاب وعزل الرئيس مرسي، وإخفاء لوجه الانقلاب العسكري جاءوا برئيس صوري لا يملك من أمره شيئا فضلا عن أن يدير البلاد، ثم بدأت تتكشف حقيقة الانقلاب العسكري من خلال تصريحات السيسي وبأنه من يعطي الأوامر التي ينبغي على الآخرين تنفيذها، وأنه أصبح الحاكم الفعلي للبلاد.
وأود طرح سؤال على من أيدوا الانقلاب العسكري، وخاصة الذين شاركوا من قبل في ثورة 25 يناير، ما الذي تغير الآن؟ ولماذا قدمتم أيتها الحركات الثورية الشبابية تضحياتكم السابقة؟ إذا كنت قد خلعتم الرئيس العسكري حسني مبارك، وأتيتم برئيس عسكري آخر، اتضحت معالم حكمه القمعية باعتقال مخالفيه وإغلاق قنواتهم، واستخدامه للقتل وسفك الدماء لفض اعتصاماتهم، للأسف أصبح حالكم ينطبق عليه المثل القائل: «تي تي تي تي مثل ما رحتي جيتي».
والمتابع للأوضاع في مصر يرى أن معالم فشل الانقلاب العسكري بدأت واضحة من خلال عجز الجيش والشرطة فض الاعتصامات في ميداني رابعة العدوية والنهضة، والتي تزداد أعداد المؤيدين والمنضمّين لها يوما بعد آخر، ما دفع قادة الانقلاب للبحث عن مبادرات تحفظ ماء وجوههم، نرى جولات لمسؤولين خليجين وغربيين، لعلهم يخرجون الانقلابيين من الورطة التي أوقعوا أنفسهم بها.
لكن بإذن الله سيخزيهم الله وسيرجعون خائبين، فها هو عقد الانقلابيين بدأ ينفرط، اعتزال شيخ الأزهر، معارضة أبو الفتوح، انضمام مجاميع شبابية من حركة 6 ابريل إلى ميدان رابعة العدوية، قيام بعض قنوات النظام بمهاجمة البرادعي، مطالبة المشاركين في التمرد بطرد حزب النور بسب مرجعيته الدينية، والنزاعات والانشقاقات قادمة بإذن الله تعالى.
ونقول للمعتصمين في مختلف ميادين مصر من المناصرين للرئيس الشرعي مرسي أثبتوا واصبروا وتفاءلوا فإنما النصر صبر ساعة.