أقلامهم

سعد الرشيدي متسائلًا: ماذا بعد إقالات الحجرف؟

تحت المجهر / ماذا بعد إقالات الحجرف؟
سعد خالد الرشيدي
يصعب على بعضنا اجراء قراءة استشرافية للقرارات الحكومية لا سيما الشعبية منها، بمعنى اننا لا نبحث في مراحل ما بعد القرار المتخذ، فيما من السهل علينا جميعا انتقاد هذه القرارات أو تأييدها بمجرد صدورها بحسب المزاج العام والخاص.
وهذا طبعا لا يحتاج بالضرورة إلى تعمقنا في تفاصيل القرارالمتخذ، مخافة ان يكون (الشيطان في التفاصيل)، كما ان البعض يعتقدون بتجاوزهم لمرحلة البحث ويكتفون بفهم الامور «وهي طايرة»، ومن ثم ليسوا في حاجة لاضاعة الوقت في فهم ابعاد القرارات! ولذلك لم نجد ممن يخرج علينا باستمرار ليقول لنا لماذا يؤيد هذا القرار أو لماذا يرفضه؟ بغض النظر طبعا عن الاعتبارات الشخصية والمعطيات العاطفية سريعة الاشتعال لدينا.
من الموضوعات التي يمكن إدراجها ضمن هذه المنظومة من الادراك الكامل لأبعاد قراراتنا المصيرية عمليات الاحالة إلى التقاعد التي لجأ اليها بعض الوزراء اخيرا، والتي كان آخرها احالة وزير التربية والتعليم الدكتور نايف الحجرف وكيلة الوزارة مريم الوتيد للتقاعد مع 3 وكلاء مساعدين هم محمد الصايغ وراضي العويد ودعيج الدعيج.
وحتى لا نقع في الخطأ نفسه من التحليل غير الموضوعي، لا يتعين ان نتسابق ونمدح القرار او ننتقده، فعلينا في البداية ان نستمر في الحديث بهذا الخصوص لكن بالنظر الى الوضع الذي اصبحنا عليه، وما اذا كان يستدعي من الوزير اتخاذ قرار الانفصال عن قيادات الوزارة أم لا؟
بالطبع القيادات في المصالح الحكومية هي اول من فوجئ بقرارات الإحالة إلى التقاعد والشعور بالاحباط، حيث لم يتوقعوا الاقالة، فالعديد من «ربعنا» اعتقدوا ان بامكانهم ان يظلوا على مقاعدهم دون ان يحركهم احد، واثناء ذلك غاب عن البعض ان يعمل على تطوير نفسه وإدارته بالقدر الذي يحميه من اي وزير.
نعود إلى نقطة النقاش الاساسية، في ما يتعلق بالبحث في قرارات الاقالة والتي تتطلب منا وفي مقدمتنا صاحب القرار الاجابة عن مجموعة من الاسئلة الاضافية، ليس اقلها ما اذا كنا متأكدين بنسبة مئة في المئة ان الوزارة ستتعافى بعد رحيل القيادة المقالة وبالشكل المطلوب لتغيير حظوظها ام لا؟
*ما تداعيات قرار الاطاحة بالرؤوس القديمة على العمل بعد ترك هؤلاء المسؤولين لعملهم بعد السنوات الطويلة التي قضوها دون ان يجهزوا الصف الثاني لما بعدهم، وهذا يتعين منا ان يشمل نقاشنا التداعيات الايجابية وكذلك السلبية؟
*هل حضّر الوزير المعني ضمن قرار الاقالة خيارات استبدال المسؤولين المقالين بآخرين مجهزين أم ان قراراته جاءت كردة فعل وليس للاصلاح كما درجت العادة لدى شريحة واسعة من مسؤولينا؟
إضافة إلى ذلك يتعين ان يكون لدى المسؤول استراتيجية ثنائية الحل في ما يتعلق باعطاء الفرصة للصف الثاني والثالث لجهة ان يجهز هؤلاء بما ينسجم مع المسؤوليات التي ستقع عليهم، وبما يتناسب مع روحية العمل الاصلاحي الذي ننتظره منذ فترة طويلة؟
بالتأكيد لا يزال هناك متسع من الوقت أمام اي مسؤول حكومي لتحقيق أهدافه حتى ولو مع قيادي آخر غير الذي اعتدنا على رؤيته بشكل مستمر في الصحف ووسائل الاعلام، في تواصله الاعلامي الاشبه ما يكون بالجعجعة التي لم تنتج اي طحين.
ملاحظة:
احسن تسلية تضيع بها وقت فراغك ان تبحث في ما بعد القرار، وماذا اذا كان هذا القرار مدروسا ام لا؟ وليس الوقوف عند القرار نفسه دون تجاوزه.