عربي وعالمي

احتجاجاً على قمع الاحتجاجات بالقوة
السودان.. حزب الميرغني ينسحب من حكومة البشير

قرّر الحزب الاتحادي الديمقراطي الانسحاب من حكومة البشير احتجاجاً على عنف السلطات المفرط في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية، فيما انحسرت موجة الاحتجاجات في الشارع السوداني إذ خرج عشرات الطلاب الجامعيين في تظاهرة مناوئة للحكم وسط الخرطوم، في الأثناء تكثف الحراك السياسي مع نشر تقارير عن أن «إحدى دول الجوار» شرعت في اتصالات مع القوى السودانية لتوحيد جهودها لتغيير النظام، فيما دخلت الجبهة الثورية المتمردة مسرح الاحداث وأعلنت عن مقترح لتوحيد «قوى الثورة». 
وقرّر الحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسة محمد عثمان الميرغني الانسحاب من الحكومة التي كان يشارك فيها بعدد محدود من الوزراء.
وقال محمد سيد أحمد سر الختم الناطق الرسمي باسم الحزب الإنابة أن الميرغني كلّف لجنة من 21 قيادي في الحزب ضمّت وزراء الحزب في الحكومة بجانب أعضاء في هيئة القيادة وقررت اللجنة بالإجماع الانسحاب على خلفية القمع الذي واجهت به السلطات التظاهرات الشعبية. وقال سر الختم في تصريحات لـ «البيان»، إنّ القرار نهائي ولا رجعة فيه، مشيراً إلى أنّ الحزب سيوجّه قواعده الانخراط في مساعي الإطاحة بنظام البشير.
في السياق، ووسط انحسار حدة التظاهرات التي شهدها السودان في الايام الماضية، خرج عشرات من طلاب جامعة السودان، ثاني اكبر الجامعات السودانية، في تظاهرة احتجاجية أمس ضد غلاء الاسعار فرقتها الشرطة بالغاز المسيل للدموع. في غضون ذلك، قدم الناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي المشارك في الحكومة استقالته احتجاجا على موقف الحزب المؤيد للاجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة مؤخرا .
على الصعيد، دخلت الجبهة الثورية المتمردة مسرح الاحداث واعلنت عن مقترح لتوحيد «قوى الثورة» السودانية، وكشفت عن اتصالات مكثفة تقودها قيادة الجبهة مع الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنساء والشباب بغرض التوصل الى اعلان سياسي «يقوم على برنامج الحد الادنى لتوحيد كافة قوى التغيير»، بحسب بيان الجبهة، التي اكدت انها «ستتابع اتصالاتها بكافة القوى الراغبة في التغيير من اجل الوصول الى وحدة متينة».
وبالتوازي، كشفت تقارير إخبارية سودانية أن «إحدى دول الجوار» شرعت عبر سفارتها بالخرطوم في اتصالات مع القوى السياسية السودانية من أجل توحيدها لاغتنام موجة الغضب الحالية و«عدم تفويت الفرصة التي لاحت للإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير».
ونقلت صحيفة «سودان تريبيون» في موقعها باللغة العربية عن قيادي رفيع في المعارضة القول إن «دولة شقيقة وجارة للسودان شرعت في اتصالات حثيثة بقوى المعارضة هادفة إلى توحيدها بغرض الإطاحة بنظام البشير». وكشف القيادي، الذي فضل حجب اسمه، أن «مستشارا في سفارة تلك الدولة التقاه وأبلغه رغبة بلاده في السعي بين الطيف السياسي السوداني بغرض توحيدهم».
وقال إن «المستشار يرى أن الموقف المتباعد بين الصادق المهدي وتحالف المعارضة يشل حركة التغيير وأنه لابد من التقاء بين جميع الأطراف على برنامج حد أدنى يتلخص في التخلص من نظام الإخوان المسلمين ومن ثم الاحتكام لصندوق الانتخابات ليحدد من هو الذي يحق له الحكم بعدها». وأوضح القيادي أن الدبلوماسي «يرى ضرورة منح المهدي الضمانات الكافية لإسقاط البشير». وطمأن الدبلوماسي بأن «العالم لن يسمح لحكومة الخرطوم بتحويل السودان إلى سوريا أخرى».
ومن جانب اخر قال وزير الصحة في ولاية الخرطوم مأمون حميدة في جلسة خاصة ان الضحايا الذين حصدتهم مسدسات حزب البشير الاسبوع الماضي بلغ 220 شهيداً حتى الجمعة الماضية.