أقلامهم

مفرح العنزي: لم يفهم الرئيس السوري المراهق سياسيا ان أميركا ارادت التخلص من عميلها في العراق بعد ان تمرد عليها.

الكيمياوي السوري والعقاب الأميركي
بقلم: مفرح العنزي
بالمقارنة مع الثورات العربية المعاصرة نجد ان الثورة السورية قد ضربت الرقم القياسي في مدتها الطويلة ولعل ذلك يعود لعدة اسباب اهمها التدخل السوري الاستخباراتي واللوجستي في العراق اثناء الاحتلال الاميركي بهدف انقاذ حزب البعث العراقي من السقوط وافشال المخطط الاميركي المتمثل بالشرق الاوسط الكبير، وقد طالبت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية آنذاك النظام السوري بوقف تدفق المجاهدين والسلاح والاموال عبر الحدود السورية ?ن ذلك ادى الى ارتفاع حاد بأعداد القتلى في صفوف الجيش الاميركي وكانت اجابة النظام بأنه ? يستطيع ذلك ?ن الحدود طويلة مع العراق وصعب على نظامه ان يضبطها وهذا كذب حيث اتضح للإدارة الاميركية ان النظام السوري يمارس مع القوات الاميركية حرب استنزاف غير معلنة كلفت الادارة الاميركية الكثير. بل ومن جهة اخرى كان النظام السوري يبيع المجاهدين العرب للجيش الاميركي عن طريق وسطاء سوريين غير مسلمين مقابل 50 الف دو?ر للمجاهد وهذه الخدعة تتم عن طريق اتصال عشوائي لشخص سوري غير مسلم برقم سعودي او خليجي ثم تتم استثارته باسم الدين والشهامة العربية لنجدة نساء العراق اللاتي انتهكت اعراضهن في العراق فيوافق ثم يزود برقم يتصل به عندما يصل الى سورية وعندما يصل يختطف ويوضع في سجن انفرادي تابع للسوق السوداء السورية المباركة من قبل النظام السوري ويترك من شهرين الى ثلاثة لكي تطول لحيته ثم يباع الى الجيش الاميركي بمبلغ 50 الف دو?ر، اضف الى ذلك ان سورية البعثيه الاسدية تحولت الى الملاذ الامن لمنتسبي حزب البعث العراقي الصدامي واليوم نجد الكثير من اعضاء حزب البعث العراقي واعضاء القيادة القطرية العراقية واعضاء مجلس قيادة الثورة العراقية البعثية بما فيهم عزت الدوري استوطنوا سورية و? يزال الكثير منهم مقيمين في سورية الى الان بل ويمارسون انشطة ارهابية متعددة تحت مظلة الجهاد والقبلية والطائفية بهدف تقويض استقرار العراق من اجل العودة للحكم واعادة الدكتاتورية البعثية من جديد الى العراق ويساندهم في ذلك النظام السوري بكل قوته.
وهذا المشهد يذكر الاميركان بالموقف السوفييتي المساند لقوات فيتنام الشمالية والذي قابله فيما بعد موقف أميركي مساند للثوار الافغان ضد القوات السوفييتية مما ادى الى خسارة القوات السوفييتية الحرب في افغانستان وتكبدها خسائر فادحة بعد دخول صواريخ ستنغر الاميركية المحمولة على الكتف ميادين القتال.
ولم يفهم الرئيس السوري المراهق سياسيا ان أميركا ارادت ان تتخلص من عميلها في العراق بعد ان تمرد عليها بل فهم انه بهذا النوع من التعاطي مع ازمة الاحتلال الاميركي للعراق سيحمي نفسه وكرسيه وسيعيد زملاءه في حزب البعث العراقي الى سدة الحكم
وكانت النتائج عكسية والحسابات خاطئة فدفعت القيادة السورية الثمن بكل سهولة وتحولت الثورة الى حرب اهلية طائفية غير متكافئة في ظل دعم روسي وايراني ولبناني للنظام السوري وبمباركة أميركية تتصف بالحيادية العسكرية بهدف تدمير البنية التحتية لسورية عن طريق ايادي غير أميركية وهذه الخلطة السياسية الثورية الاهلية الطائفية تمثل جوهر العقاب الاميركي لسورية الاسدية البعثية. لكن للأسف الشعب السوري بأكمله والمغلوب على امره دفع ثمن مراهقة رئيسه السياسية والتي تفتقر للحكمة وبعد النظر.
فهل تستيقظ المشاعر والاحاسيس الانسانية لدى اعضاء الادارة الاميركية بعد كيمياوي الغوطة وان الله تعالى اقوى من أميركا وغيرها وتخلص الشعب السوري من رئيسه فالشعب السوري كان ضحية لرئيسه وحزبه ?كثر من 40 عاما قبل ان يكون ضحية للعقاب الاميركي الذي وصل عامه الثالث.
وهذا العقاب دفع و? يزال يدفع وسيستمر دفع ثمنه الشعب السوري الذي ? ذنب له فيه.