أقلامهم

عالية شعيب: يفضلون المجاملة والنفاق في الأعياد تماشيا مع العرف والتقليد.

بوح صريح / عيد شهيد
د. عالية شعيب
«عيد شهيد» عبارة تناقلها البعض طوال أيام العيد، سواء اشارة للأضاحي أو لتساقط عشرات الشهداء بالعيد، بدءا بتفجير مسجد يصلي فيه المصلون صلاة العيد في كركوك وغيره الكثير. أو لرفض الكثيرين عبر صفحاتهم في المواقع المختلفة تلقي أو ارسال التهاني بالعيد تضامنا مع الأوضاع في بلادهم أو الغضب العام من الوضع في الخليج والدول العربية. وهكذا طل العيد يتيما، يتخبط بين رفض واستنكار وانكار ومجاملات سمجة تتكرر دون مشاعر صادقة.
وقد عبرت احداهن على صفحتها في الانترنت، كيف يجتمع الأهل رغم أنهم لا يطيقون بعضا، وتسود الخلافات والقضايا بينهم، لكنهم يفضلون المجاملة والنفاق في الأعياد تماشيا مع العرف والتقليد. 
ولا أعرف ما علاقة هذا بزيارات الأعياد التي يفترض أن تسودها المحبة الصافية والتهاني النابعة من القلب والا ما فائدتها؟ كما يسعى لها الكثيرون وخاصة الصغار طمعا في العيدية التي تبدأ من خمسة دنانير وتتصاعد للستين والثمانين للشخص الواحد كما يقول البعض. بل وينشرون صور العيادي النقدية وكأن هذا هو مختصر مضمون العيد. للأسف ابتعدنا كثيرا عن مفهوم ومصداقية الأعياد لدرجة أننا لم نعد نفهم معناها. وصرنا نسبغ عليها تصوراتنا المشوهة أحيانا والمعوقة أخلاقيا أحيانا أخرى.
أما خروف العيد هذا العام، فكان له النصيب الأكبر من السخرية والتصوير. فهذا يمسك برأسه وهو يقطر دما، وهذه تمسكه من أذنيه، والثاني يقف فوق جسده المنحور، وهكذا وحشية ما بعدها وحشية من النساء والرجال. والمثير للسخرية أن هؤلاء هم أنفسهم من يسطرون لنا عبارات الحب والشوق والتنظير الأخلاقي عبر صفحاتهم على الانترنت. فأي تناقض وأي لعب عالمكشوف أكثر من هذا؟
سواء كان العيد شهيدا أو سعيدا، هو عيد يفترض أن يكون فيه دين، دين التزاور وصفاء النية والتآلف والمودة وتبادل التهاني بما تبقى لنا من جمال وتحضر وخير. فالعيد جزء منا، من أخلاقياتنا وشخصياتنا، وكيف نحتفل به، انما هو انعكاس لما نحن عليه. وكفى.