أقلامهم

عبدالعزيز الكندري: “غوغل” دولة عظمى ليس لديها موارد نفطية.

ربيع الكلمات /  دولة «Google» … العظمى   
عبدالعزيز الكندري
شركة «Google» تم تأسيسها في عام 1998 على يد الشابين لاري بايج وسيرجي برين عندما كانا يدرسان بجامعة ستانفورد، فقررا أن يتركا الدراسة ويقوما بمواصلة تحقيق حلمهما بتأسيس هذه الشركة الجريئة ويخوضا المخاطر، و«Google» شركة تجني الأرباح من خلال الإعلان المرتبط بمواقع البحث على الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» وهي ترتبط وتنظم الكم الهائل من المعلومات والصور والأفلام بطريقة خيالية، إضافة إلى أنها قامت بشراء الشركات الناشئة وتوظيف أصحابها فيها لتحقيق النمو بل والتفكير بلا أي حدود. وبلغت القيمة السوقية للشركة اليوم 334 مليار دولار، وهذا الرقم يتجاوز مجموع شركات دول كاملة، حتى بلغ سعر السهم اليوم 1000 دولار بسبب الأرباح والعائد الكبير على الأسهم بعد أن كان 100 دولار قبل 9 أعوام فقط، حيث بلغت العوائد الإجمالية عن الربع الثالث أكثر من 14 مليار دولار، منها 3 مليارات تقريبا أرباح صافية. 
إنها دولة بل ودولة عظمى، ولكنها بلا حدود، وليس لديها موارد نفطية، مجرد أنها استثمرت بفكر وعقل وذهن الإنسان وأطلقت طاقاته البشرية، وهذه الدولة فاعلة بشكل غير عادي لدرجة أنك لن تستطيع أن تعمل من دونها، ولا تستطيع حتى أي شركة وفي أي مجال الاستغناء عن خدماتها، بل ودورها محوري في العلاقات الدولية وعلى المسرح العالمي على حد سواء.
دولة «Google» تعد من الدول العظمى والمؤثرة جدا خصوصا في عصر وزمن المعلومة، وذلك نتيجة طبيعية للحيز والقيمة والمكانة والخدمات التي تقدمها، بل إنك تجد صعوبة بالغة لو أردت الاستغناء عنها، إن قدرت على ذلك، لأنك منذ بداية أعمالك، في العمل، المنزل، أو أي مكان، وأردت أن تبحث عن أي معلومة أو بحث عن شيء خطر ببالك، ما عليك إلا الدخول على دولة «Google» وكتابة الكلمة أو البحث، ثم الضغط على زر «enter»، لتخرج إليك ملايين وآلاف الموضوعات والمعاني عن هذه الكلمة التي كنت تبحث عنها، سواء كانت هذه الكلمة، تخص الجانب الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي أو التاريخي.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط، أن موقع «Google» يعد أكبر محرك بحث في العالم على الإطلاق، وأسرع وأسهل طريقة لإيجاد المعلومات على الويب (شبكة المعلومات الدولية)، نظرا لأن عدد الصفحات التي يبحث «Google» فيها يزيد على 1.3 مليار صفحة، ويوفر نتائج البحث لمستخدمين من كل أنحاء العالم وبجميع اللغات المتداولة، وفي أقل من نصف ثانية. حتى أصبح يلبي أكثر من 100 مليون عملية بحث في اليوم الواحد. ويقال ان الصحف الأميركية قامت بتسمية شركة «Google» بـ«جمهورية غوغل»، بل وهناك العديد والكثير من المقالات والأبحاث التي تحدثت وتكتب عن هذا الموضوع، حتى أصبحت شيئا لا يمكن الاستهانة به أبدا وذلك نتيجة طبيعية لحجم تأثيره.
إننا نعيش تحديات كبيرة في هذا العالم الكبير المتسارع، والذي يظهر لنا أن من يستثمر بالإنسان وتكوينه وتعليمه وبنائه البنيان الصحيح هو الذي سيفوز في هذا العصر، ومن لم يتقدم فسوف يتقادم، لا مجال للتسويف. كما نلاحظ أن غالبية المشاريع العمالقة أو الدول بلا حدود اليوم مثل «Google»، فيسبوك، تويتر وانستغرام، هي في الحقيقة عن مشاريع عقلية ذهنية ولكنها وجدت البيئة الخصبة لتنميها وتدعمها، وكذلك مسؤولية الدول اليوم هي استشراف المستقبل في ظل تزايد عدد السكان ومحدودية الموارد. 
قبل فترة نشبت مشادة كلامية بين وزيري الخارجية الأميركي والصيني بسبب أن أميركا شعرت بأن هناك قيودا ستوضع على شركة «Google» لمستخدمي الإنترنت في الصين، واعتبرت أميركا أن هذا تحدي للحريات ولأسس التجارة العالمية.
«Google» إنها فعلا دولة عظمى ولكنها بلا حدود أو أي أسوار… وتأثيرها فعال، وستقود العالم هي وأخواتها من الشركات الجديدة والناشئة.