أقلامهم

ذعار الرشيدي: الجلسة الماراثونية يجب شطبها من مضبطة ذاكرة الشعب الكويتي.

ما يحدث في القاعة يبقى في القاعة
بقلم: ذعار الرشيدي
 
«ما يحدث في فيغاس يبقى في فيغاس»، الشعار الأشهر لسائحي عاصمة القمار الأميركية، تحول سياسيا مع الجلسة الاستجوابات الماراثونية مساء أول من أمس إلى «ما يحدث في القاعة.. يبقى في القاعة».
والسبب أن أيا من المستجوبين لم يعقد ندوة واحدة قبل استجوابه على الأقل ليروج له شعبيا، لم يعقد مؤتمرا صحافيا يتحدث فيه عن محاوره ويعززها شعبيا قبل الدخول فيها إلى القاعة ومناقشتها، بل ان أيا من المستجوبين لم يعقد ندوة خاصة بناخبي دائرته على الأقل لعرض المحاور عليهم ونقلها لهم وتفسير مقاصده وتدعيمها بحججه.
وهذا يعني شيئا واحدا أن مستجوبي هذا المجلس قرروا أن «ما يحدث في القاعة.. يبقى في القاعة».
> > >
عندما تستجوب رئيس الوزراء أو وزيرا فإنه يعني أنك تصطدم مع الحكومة، سواء كان هدف استجوابك إصلاحيا أو حتى لتنفيذ أجندة ما، وعليك أن تروج لمشروع صدامك السياسي شعبيا على الأقل ولو عبر طرق ضيقة، أما أن تقدم استجوابك وتودعه في الأمانة العامة وتعلن عنه في مؤتمر مقتضب ثم تترك الأمور تتحرك بلا غطاء إعلامي شعبي عن طريق المؤتمرات أو الندوات التي تتناول فيها استجوابك وتروج له، فأنت هنا أحد اثنين، إما أنك لا تجيد اللعبة السياسية، أو أنك تريد فعلا لاستجوابك أن يكون ذا تأثير خفيف جدا على الحكومة.
مسألة عدم إجادة اللعبة السياسية يمكن التغلب عليها بالخبرة، ولكن ان تريد لاستجوابك أن يكون ذا تأثير محدود على «بشت» الحكومة، فأنت هنا تلعب بغرض أجندة محددة الأهداف.
> > >
الحقيقة أن الجلسة الماراثونية التي تمت مناقشة الاستجواب فيها ليست سوى جلسة يجب شطبها من مضبطة ذاكرة الشعب الكويتي، فتلك ليست سياسة، بل لعبة قمار سياسية محسومة النتائج.
> > >
الصراع السياسي داخل قاعة عبدالله السالم اليوم أشبه بما يحدث في حلبات المصارعة الحرة، تحديد الفائز والخاسر يتم بالاتفاق المسبق.
> > >
اعتقد أن الحكومة لديها موافقة ضمنية على الاستجوابات، على الأقل تستطيع أن تقول للعالم: «أترون.. إن الديموقراطية بخير.. والنواب يستجوبون الحكومة».
ولكن ألا ترون أن شطب استجواب العدساني بـ 45 صوتا «واسعة شوية»، يعني، مثلا اجعلوها 35 على الأقل لكي نصدقكم ونصدق ديموقراطيتنا التي تم «اللعب بحسبتها».