أقلامهم

يوسف الشهاب: إذا كنا عجزنا عن محاسبة مجالس إدارات بعض الشركات فكيف نريد للأموال الأجنبية ان تأتي إلينا؟

شرباكة 
الكويت مركز مالي.. بالمشمش!
الاسم: يوسف الشهاب
نريد الكويت مركزاً مالياً.. بالمشمش.. ونريدها بلداً تتراقص فيه الاستثمارات من كل حدب وصوب، وتتوفر فيه الفرص في كل القطاعات الصناعية والحرفية والإنتاجية. الكويت مركز مالي، جاذبة للاستثمارات لا طاردة لها، الناس فيها سعداء بحركة السوق البورصوي، ووزارات الدولة ذات العلاقة بتنشيط الاقتصاد والتجارة قائمة بدورها على قدم وساق لا على قدم وعكاز من أجل سرعة إنجاز كل ما تحتاج اليه ورشة المركز المالي.. كل هذه الأماني والتطلعات نريدها ونتوق للوصول إليها. هنا الأماني شيء نحاول ان نطرب النفس به وواقع الحال يبعدنا حين نرى ان المسافة بين حلم تحقيق المركز المالي للكويت وبين أمور حياتنا اليومية في روتين التعاملات وتأخيرها وغياب رؤية الإنتاج النشط وأيضا ضياع وابتعاد الحكومة عن معالجة نوم البورصة كل هذه وأكثر تجعل حلم تحقيق المركز المالي صعب المنال، لأن المطالب لا تأتي بالتمنيات بقدر ما تأتي بالمصداقية والجدية الدافعة لقطار التنمية التي تصل بنا الى حلم الكويت بالمركز المالي.
دبي.. حين أصبحت مركزاً مالياً له مكانته، ليس بالعالم العربي بل الدولي، بذلت كل جهد في سبيل تحقيق الهدف، وواجهت كل التحديات من أجل رؤية هذه الإمارة يتسابق إليها السياح على اختلاف الجنسيات.. فتحت الأبواب للاستثمارات، وسهلت طرق الدخول إليها بالمطارات، ووضعت يدها على كل وسائل تنشيط الاقتصاد والسياحة في آن واحد، ولم تدخل في متاهات عراقيل الروتين الرسمي والخاص، بل أعطت الضوء الأخضر ونادت بأعلى صوتها: هذه دبي، تعالوا لنخلق فيها مركزاً مالياً يدر على الجميع خيراته ويحقق كل ما يريده عالم المراكز المالية على اختلاف مستوياتها.
إذا كنا قد عجزنا عن محاسبة مجالس إدارات بعض الشركات المساهمة التي تلاعبت بأموال المساهمين فكيف نريد للأموال الأجنبية ان تأتي إلينا؟! من يضمن لها هنا الحفاظ؟ واذا كنا لا نزال نصدر كل يوم فتوى حول أوضاع الخطوط الكويتية المسكينة، فكيف يمكننا خلق خطوط طيران وطنية تسهم في نقل من يأتي إلينا من رجال أعمال واقتصاد وتجارة وحتى سياح؟! ثم ما هي المقومات المتوافرة لدينا التي تساهم في خلق مركز مالي له الريادة وقادر على الاستقطاب؟! هل العلاقة بين السلطتين سمن وعسل؟! وهل الحكومة شجعت القطاع الخاص كما يجب ليقوم بدوره؟! وهل أقامت المصانع القادرة على استقطاب رؤوس الأموال للمشاركة فيها؟! هذا اذا أضفنا جانب التسهيلات لفتح بنوك أجنبية عندنا، وهو ما لم يتوافر إلا القليل منه.. أسئلة عديدة تحتاج إلى إجابات كثيرة حول السعي لجعل الكويت مركزا تجاريا وماليا، الكلام سهل وببلاش، لكن الفعل صعب وعسير وعلينا ان نعترف بذلك، فالروتين والبيروقراطية والتردد الحكومي في اتخاذ القرار وفتاوى بعض السلف والإخوان وحتى بعض النواب ذات العلاقة بتنشيط الاقتصاد والمركز التجاري كلها وغيرها تجعلنا نقف بعيداً عن تحقيق هذا الهدف رغم ان كل منا يتمناه الآن وليس غداً، لكننا نسير على مقولة «كلام في كلام من دون فعل»، وإلا منذ كم سنة ونحن نسمع عن تحويل الكويت الى مركز مالي، رغم تعاقب الحكومات وحتى المجالس النيابية؟! إيه يا حكومة، أرهقتنا أحلام رؤية الكويت درة الخليج، وأصبحنا نشعر بالحاجة الى النوم، هاتوا الكنبل.. خلونا ننام.
***
• نغزة
الوعود بالانفتاح والانشكاح المالي كثيرة، والكلام عن المركز المالي يغري المستمع، لكنه يضيق خلق من يرى حقائق الأمور على الأرض، يقولون «الكويت مركز مالي»، شوفوا لكم اسطوانة ثانية يمكن ان نصدقها.. طال عمرك.
يوسف الشهاب

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.