أقلامهم

مشاري العدواني: مؤلفو الهبّة الحالية، سيتلاشون وينسون.

منحة الفين دينار !!
مشاري العدواني
-1
 (الهبّة) باللهجة الكويتية هي الصرعة أو الموضة الدارجة في زمان ومكان وإطار معين، وحاليا الهبة المنتشرة بقوة هي تأليف ونشر المؤلفات والكتب، ففجأة بات العديد من الشباب (الزقرتي) كلهم الروائي الشاب سعود السنعوسي، الذي فاز بروايته (ساق البامبو) بجائزة الرواية العربية (البوكر) وفجأة بات معرض الكتاب مهم جدا ومزدحم جدا جدا، اكثر من معارض العطور والبخور، التي كانت تنافسه بالسابق، وفجأة باتت تصلك مع دعوة حضور حفلات الافراح،  دعوات لحضور حفلات تواقيع الكتب، من قبل مؤلفيها!
وشخصيا اخالف معظم من انتقد سوء الانتاج الادبي الشبابي الحالي، وهبّة التأليف الجديدة، ففي النهاية، الجمهور الشبابي سيكبر وسينضج، ومؤلفو الهبّة الحالية، سيتلاشون وينسون كما نسي العرب المطرب (علي حميدة) وأغنيته التي بيع منها ملايين اشرطة الكاسيت وكانت هبّة الثمانينات بلا اي منازع ( لولاكي ) !
وبما اننا في اطار الهبات، فالأخيرة لغويا هي تعني العطايا والمنح، ونحن ولله الحمد والمنة عرف عنا منذ القدم بأننا دولة مانحة و واهبة، وفي الفترة الاخيرة المنح والعطايا باتت تتطاير من حولنا لمعظم دول وشعوب الارض، وبما ان مكتوب هذه الحكومة ومجلس الامة الحاليين، باين من عنوانيهما، وبما أنه لا تنمية ملموسة، ولا خطة مدروسة، وبما اننا وصلنا الى مرحلة باتت فيها المليارات تتبخر، دون حسيب او رقيب،ودون اي فائدة مرجوة لنا كمواطنين، فالأولى بأن تكون هناك منحة ألفي دينار لكل مواطن ومواطنة، ولحد يكلمنا عن عجز اكتواري، وبقية الخزعبلات والطلاسم الاقتصادية، الشعب تعداده مليون ومائتا الف مواطن وكسور … اي القصة كلها على بعضها  ستكلف خزينة الدولة  (ملياري دينار) وهي مقارنة، بحجم الاموال والعطايا، والمنح التي تبعثرت خلال الاشهر القليلة الماضية، تطلع خردة بطفاية سيارة الدولة، وحنا ودنا نسلم على خردة الطفاية، قبل انتهاء دولة الرفاه!