أقلامهم

ذعار الرشيدي: الحكومة ما تريد سماعه تجيب عنه، وما لا تريد «تطنشه» وتدعي الصمم.

حكومة مفروضة.. و«شايب أصمخ»
بقلم: ذعار الرشيدي
تعاطي الحكومة مع مختلف القضايا التي تمس حاجات المواطنين يشبه تماما ادعاء رجل عجوز الصمم أمام أبنائه عندما يطلبونه لأمر ما.
عندما يطلبونه لنقود مثلا ويقولون له «يبه نبي فلوس» يجيبهم بحركة تمثيلية مكشوفة وكأنه لم يسمعهم: «هاه دبوس.. ليش شتبون في الدبوس»، مستخدما معهم هذا الأسلوب في كل أمر يطلبونه ولا يريد ان ينفذه، وهذا بالضبط حالنا مع حكومتنا.
فما تريد ان تسمعه تجيب عنه وترد علينا، وما لا تريد «تطنشه» وتدعي الصمم، وتتجاوز عنه وتهمله تماما.
مثال على ذلك، صندوق الأسرة، الذي وعلى الرغم من سهولة حل مشكلته في تعديل اللائحة التنفيذية وهو الأمر الذي لا يتطلب أكثر من قرار وزاري يصدره وزير المالية وينهي المشكلة من أساسها، القرار الذي سيمكن اكثر من 100 ألف مقترض من الدخول تحت مظلة القانون، إلا ان الحكومة ووزير ماليتها ونواب الحكومة أيضا، أهملوا هذه القضية الحيوية الملحة التي تعالج مشاكل كثير من المواطنين المقترضين ممن أعادوا جدولة قروضهم.
> > >
بالمناسبة، كما ان أفراد العائلة لم يختاروا والدهم العجوز الذي يدعي الصمم، وعليهم ان يتحملوه، كذلك نحن الشعب لم نختر هذه الحكومة ولم ننتخب أيا من أعضائها، لذا علينا ان نتحملها ونتحمل ادعاءاتها المتكررة بالصمم أمام حاجاتنا.
> > >
أحد الاستجوابات التي قدمت أخيرا كانت شرارة سبب تقديمه…. مطعما.
> > >
عامة، وإن كنا نكرر ان الاستجواب حق لكل نائب لا ينازعه عليه احد، إلا ان معظم الاستجوابات الأخيرة تندرج تحت بند العبث السياسي، فكلنا نعلم ان الحكومة تمتلك أغلبية مريحة لعبور 365 استجوابا بعدد أيام السنة.
> > >
الكل يضبط ساعته بانتظار حكم المحكمة الدستورية المرتقب يوم 23 الجاري، وكل السيناريوهات ممكنة الحدوث، من الإبطال الى الحل الدستوري الى التدوير الى استقالة الحكومة.
> > >
للشقيقة سلطنة عمان تجربة رائدة في حل المشكلة الإسكانية، بل ربما تعتبر من أهم التجارب المعاصرة الناجحة لحل مشكلة انتظار السكن لمواطنيها، فقد كان العماني ينتظر نحو 12 عاما أو أكثر للحصول على أرض وقرض، إلا أن المدة تم تقليصها إلى عام ونصف العام فقط كفترة انتظار، والحل ببساطة شديدة كان في تحرير الأراضي واستحداث مواقع مخططات إسكانية جديدة، فتقصلت المدة من 12 عاما إلى أقل من عام ونصف العام، فأتمنى من حكومتنا إن كانت جادة أن تحذو حذو الإخوة في السلطنة، ذلك إن كانت جادة، ولا أعتقد أنها جادة.