أقلامهم

عبدالعزيز الفضلي: هل هذه الطائرة اللاسلكية لا توجد في العالم كله إلا عند الإخوان؟

رسالتي / طيارة الدويسان… والمعلم بيريز
عبدالعزيز صباح الفضلي
تعودنا من نائب مجلس أبو صوت الدويسان إلقاء التهم على الآخرين دون بينة أو برهان، ولعل آخرها اتهامه للإخوان في الكويت بأنهم أصحاب الطائرة اللاسلكية التي سقطت بجانب إحدى الحسينيات أيام عاشوراء.
شاهدت مقابلة الدويسان على إحدى القنوات الفضائية وإصراره على أن الإخوان هم وراء هذه الطائرة، وعندما سأله المذيع عن السبب الذي يجعله متأكدا من اتهامه، قال : بأن نفس الطائرة استخدمها الإخوان في مصر لتغطية اعتصام رابعة العدوية! 
وأعتقد أن الاستشهاد أتفه من أن يرد عليه، فهل هذه الطائرة اللاسلكية لا توجد في العالم كله إلا عند الإخوان؟ وهل كل جهاز للتصوير أو آلة استخدمها الإخوان في مصر فإنه مثلا يتم التعميم على أتباع جماعة الإخوان المسلمين في العالم بوجوب استخدامها؟؟ 
والعجيب أن الدويسان وبرغم علمه بأن مواطنا أعلن أنه صاحب هذه الطائرة وهو غير ملتزم ولا ينتمي لأي تيار سياسي، ومع ذلك يصر الدويسان على أنه لا يستبعد أنها قد تكون للإخوان!! 
الغريب في الدويسان أن يصر على اتهام الإخوان وإدانتهم بغير دليل، في الوقت الذي سعى فيه تكرارا ومرارا للدفاع عن الشبكة التجسسية الإيرانية التي تمت إدانتها بكل درجات التقاضي في محاكم الكويت.
فأيهما أولى بالإدانة أيها النائب، وإذا كان هواك الإيراني يدفعك لاتهام الآخرين فنقول لك من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر.
المعلم بيريز 
الخبر الذي نشرته جريدة «الراي» يوم الثلاثاء الماضي حول الحوار الذي دار بين الرئيس الإسرائيلي بيريز ومسؤولين خليجيين شكل صدمة كبيرة عندي ولدى الكثير من أبناء الخليج.
فلقد نقلت جريدة «الراي» عن صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن «الرئيس الإسرائيلي بيريز ألقى خطابا أمام 29 وزير خارجية دولة عربية وإسلامية بالإضافة إلى نجل خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال اجتماعهم في أبو ظبي قبل اسبوعين، وأنه ألقى خطابه عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من مكتبه في القدس وبشكل مباشر أمام وزراء الخارجية في أبو ظبي!! وأن من بين الذين شاركوا في الاجتماع وزراء خارجية البحرين والامارات وعمان وقطر واليمن».
وحسب ما ذكرته الصحيفة بأن بيريز قال «ان عدونا المشترك هو إيران والتطرف الإسلامي». وأشارت الصحيفة إلى أنه «عندما تحدث بيريز لم يغادر أحد من وزراء الخارجية قاعة الاجتماع، بل صفقوا له في نهاية خطابه».!!!! 
وذكرت الصحيفة بأن الرئيس الاسرائيلي قال بأن «هناك فرصة للحوار في ضوء الهدف المشترك وهو النضال ضد التطرف الإسلامي والنووي الإيراني».
وبداية أود أن أشكر حكومة الكويت التي لم تشارك في هذا اللقاء وفق ما صرح به أحد المسؤولين لجريدة «الراي»، والأمر الثاني أنه أصبح من المحزن أن يضع الخليجيون والعرب أيديهم بيد الصهاينة لمواجهة خطر ما يسمى بالتطرف الديني، ووفق النظرة الاسرائيلية فإن كل حركة جهادية تدعو للتحرر من المحتل مثل حركة حماس فهي منظمة إرهابية يجب محاربتها، وأن كل من يدعو إلى تطبيق الشريعة وطرد اليهود من فلسطين يعتبر متطرفا، وعلى هذه الرؤية فستقوم الدول العربية نيابة عن إسرائيل بملاحقة الإسلاميين واعتقالهم وقد يصل إلى إعدامهم من أجل سواد عيون اليهود، ومن أجل المحافظة على الكرسي.
وأنا هنا أنصح كل من يحمل هذا الفكر أن يقرأ تاريخ الدويلات الإسلامية في بلاد الأندلس، وكيف تعاون بعض ملوك هذه الدويلات ووضعوا أيديهم بيد النصارى لمواجهة إخوانهم المسلمين، فلما انتصروا عليهم توحد النصارى وقاتلوا من بقي من ملوك الطوائف فقضوا عليهم جميعا حتى أتى آخر الملوك وهو ملك غرناطة إلى أمه باكيا سقوط مملكته، فقالت له: ابك مثل النساء ملكا لم تحافظ عليه مثل الرجال.
فهل ننتظر مثل تلك اللحظة؟