أقلامهم

مشاري الحمد: دول الخليج يسترها النفط اليوم، ولن تكون أبعد من باقي الدول العربية غداً.

منتصف الشارع
ساتركم النفط اليوم..!
الاسم: مشاري عبدالله الحمد
حاولت البحث عن إحصائية أعرف بها أكثر الدول التي يهاجر منها الى الخارج، ولكن أعتقد أن العرب هم الاكثرية المنتشرة في العالم، وقد تكون هناك علاقة وطيدة بين الاستعمار الاوروبي للمنطقة وحركة الهجرة، فتجد المغاربة في فرنسا، وعرب آسيا في لندن، وقِس على ذلك، فــ «القط ما يحبش الا من يحتله»، على ما يبدو!
ولكن السؤال الذي يجب طرحه: لماذا الهجرة؟ شعارات الدول العربية جميعها تتكلم عن المواطن وحريته واحترامه، ولكنها يبدو أفضل مكان يتم تعليقها فيه الملاهي الليلية، لكونها أفضل مكان يمكن أن يتم تصديقها فيه، الدول العربية من الخليج الى المحيط وبكل النظم السياسية المتبعة (ديموقراطية، شورى) أو أي شيء آخر ابتدعه العرب، غير موجود على ارض الواقع، وهو لا يتعدى الشعارات، وطالما الحديث لا يتجاوز الشعارات فهو لا يتعدى حديث جارة لجارتها عبر البلكونة في أحد أزقة القاهرة.
اختفاء قانونية الدولة وهيمنة مجاميع على مصادر الثروة والشعور المستمر بانتفاء العدالة والفقر والجهل وتكريس الفردية في الادارة، ما هي الا عوامل تجعل الشعوب ترقص على حبال الخوف من المستقبل والتفكير المستمر في الهرب من الواقع، أو على أقل تقدير، الكفر بكل ما هو مؤيد لما سبق، حتى لو كان الدين، وكل ما عليك هو أن تدخل لعمنا «غوغل» وتبحث عن حال المهاجرين في كندا أو السويد، فستجد في الاولى أن بعض المناطق بها وصل تعداد السكان الى %43 عرباً، وفي السويد ستجد أحدهم يمارس هواية الشي في الساحات الخضراء ويدخن الارجيلة بأريحية، حتى لو كانوا جميع هؤلاء العرب غير مندمجين مع من استضافوهم.
ولو كان الشعور بالعدالة موجوداً ولو كان الشعور بالقانون موجوداً ولو كان الشعور بتكافؤ الفرص موجوداً لما وجدت كل حدة الانقسام والضرب في العامل الاجتماعي في أغلب الدول العربية، ولكنها دوامة هذه الامة التي لم تعرف أن تكون على ما هي عليه وفضلت الجلوس في الدرجة الثالثة والفرجة على العالم يتطور.. ودمتم!
• نكشة القلم
دول الخليج يسترها النفط اليوم، وحالها حال الباقي.. ولكنها لن تكون أبعد من باقي الدول العربية غداً.
مشاري عبدالله الحمد