ما تشهده الساحة السياسية في الوقت الحالي من ضجة مصطنعة بسبب ما يعرف بقضية الشريط أمر مؤسف وأحد الصغائر التي ما يجب أن تتوقف الحياة السياسية بسببها ولا أن يصبح ليس هناك سوى هذه القضية التي تشغل الرأي العام وتشعل الصراع بين الاطراف السياسية.
لقد مللنا ونحن ننبه إلى أن التأخر الذي تعانيه دولتنا الحبيبة سببه ذلك الصراع بين اطراف في الاسرة الحاكمة لم يخلف لنا إلا التخلف عن الركب والتأخر إلى ذيل القائمة في دول المنطقة بعد أن كنا نفتخر بالريادة والقيادة.. فإلى متى يظل هذا الصراع دائر وإلى أين سيأخذنا يا ترى؟؟
قضية الشريط هذه يجب أن تنتهي في أقرب وقت ممكن.. وأن ننتبه لما هو أهم وأنفع حيث يبدو أن الشيخ أحمد الفهد يريد أن يطيل في الموضوع ويريد أن يشغل الرأي العام به.
الشيخ أحمد الفهد أمهل رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك عشرة ايام لتحقيق ثلاثة مطالب وإلا فليتحمل المبارك ما سوف يحدث وما سوف يجري!! وهذا طبعا في الحقيقة مماطلة ومبالغة من الشيخ الفهد فهو إن كان يريد الوصول للحقيقة أو إثبات صحة كلامه فهو لا يحتاج الى كل هذه الضجة وهذا الضجيج بلا طحين وبدون سبب مفهوم.
بوفهد يقول أنه اطلع القيادة السياسية على ما جاء في الشريط وهو يعلم تماما أن الشيخ جابر المبارك لن يفعل أي شيء ولن يتحرك خطوة إلا بعد استشارة القيادة السياسية.. فلماذا الفهد يناور حول حقائق هو يعلمها تماما.
هل يريد إطلاع الرأي العام على الحقائق؟! إن كان الفهد جادا في ذلك فهو ذلك الرجل المحنك سياسيا والذي له صولات وجولات ويعرف أصول اللعبة وكيف يربح وكيف يوصل المعلومة بأقل جهد.. ولذلك هو يستطيع في سويعات قليلة أن يطلع الرأي العام على كل ما يدور بطرقه التي لا يعرف معادلتها وتركيبتها إلا القليل.
احمد الفهد ليس بغريب علينا ويعلم أن المبارك لن يفعل أي شئ إلا بعد الرجوع للقيادة السياسيه فلماذا يقحم من ليس هو خصمه الاساسي في المشكلة أم انه لا يجد غضاضة في أن يقحم المبارك في الصراع الذي يدور بينه وبين أحد الكبار الذي يستعصي عليه.
نقول هنا للفهد يا شيخ هداك الله لا تدغدغ مشاعر الناس بكلام مرسل تعرف أنه لن يجدي نفعا.. وخصمك ليس المبارك في الأساس فلماذا تخلط الاوراق والأهم من كل ذلك أن الكويت بحاجة لتكاتف الجميع لتستعيد مكانتها.. فهل تركنا هذه المهاترات وانتبهنا لنهضة بلدنا؟
أما إذا كنت تصر على الادعاء بأنك تريد اطلاع الرأي العام فأنا هنا لن أقول لك اعقد مؤتمرا صحافيا في ساحة الارادة وأعلن ما تريد كما فعل النائب السابق مسلم البراك في قضية الايداعات لأن من يفعل ذلك لا تكون له مصالح يسعى إليها.. وإنما أقول لك الناس تفهم جيدا أنه لو أنك أردت إذاعة ونشر ما تريد فإن ذلك سهل جدا بالنسبة لك وخلال ساعات تستطيع أن توصل لأهل الكويت ما تريد فلا تزيد همومنا هموما ولا تشغلنا بما هو ليس مجد أو نافع.. ويكفينا جعجعة لا تنفع ولا تجلب لنا الطحين.
أضف تعليق