أبجديات
الكاتب: دويع العجمي
«س»
سيراك الناس كما ترى نفسك فعِش متصالحًا مع ذاتك واعكس جمال داخلك لينعكس على خارجك، واعلم أن لا مكان للمتردد وعديم الثقة والمتكبر والمتبجح، ومهما تذاكيت لخداع الناس فسيأتي يوم وينكشف واقعك، وحينها لن تجد من ينظر لك نظرة احترام فقد قالوا قديمًا:
«أنت حيث تضع نفسك»
فضع نفسك بمكانك الذي تستحقه وأحب ذاتك كما هي، ولا تحاول تقليد الآخرين حتى لا تصبح مسخًا بلا طعم ولا لون ولا نكهة، واعلم أن الأخلاق ترتقي بصاحبها فتجعله ملكًا على قلوب البشر، فلتكن تلك هي قاعدتك التي تنطلق منها، فالأخلاق تزيد ماء الوجه، ومن زاد ماء وجهه مالت له القلوب وعشقته الأبصار فكن ملكًا بأخلاقك.
«م»
من يتجاهلك لا داعي لمعاتبته والسعي لإعادته لدائرة الأهمية لديك، ومن يحبك لن يسقطك من عناوين المودة ليدونك في هامش حياته، عوّد نفسك على تقبل فكرة تخلي الآخرين عنك، وهذا من طبيعة الأشياء فلا دوام لكل حال، وتعلم أن قلّة فقط هم من يبقون ثابتين في قائمة الأسماء لديك، ومهما كانت الفكرة قاسية ومحزنة إلا أنها حقيقة الحياة التي لا نملك أن نقف ضدها، فمن روائع أبوحنيفة مقتطف لا أنساه:
«الأصدقاء هم الذهب الثمين الذي في يومٍ سيُشترى منك».
وفي ذلك رسالة أن مغادرة الناس حياتك لا يجب أن تكون بسبب مشكلة أو كره، ولكن ظروف الحياة ومتغيراتها تجعلنا نتغير من حيث لا نعلم، فيصبح من نحبه بالأمس شخصا عاديا اليوم، فالعلاقات تنتهي ولا داعي للتنظير بالأسباب، ولكن علينا أن نتعلم كيف نغادر حياة الآخرين مرفوعي الرأس.
«ر»
رزقك مكتوب ولو هربت منه كما تهرب من موتك لأدركك رزقك كما يُدركك الموت، فلا داعي للنظر بما في أيدي الآخرين، لأنه باب الحسد والشعور بالدونية، واقنع بما بين يديك وتفاءل بالقادم، وليكن في يقينك أن الله يقسم لكل منا ما يستحقه، وهو الخير لنا قليله من كثيره، واحمد الله على كل ما أنعم به عليك، فقد نهانا سبحانه عن الكنود، وهو ذاك الذي يعد مصائبه ونواقصه ناسيًا أن بالحمد تدوم النعم، فقد أوصانا -الرسول صلى الله عليه وسلم- بالتدبر، فتأمل حياتك وضخّم الإيجابية بأفكارك، فالتفاؤل أعظم أبواب التوفيق فعِش مشرقًا واستبشر بالخير.
«ف»
فشلك ليس عيبا ولا هو عار، والخجل منه سبيلك للاكتئاب وانعدام الثقة، واعلم أن الفشل أعظم مدرسة لترميم الذات والانطلاق من جديد، فمن خلاله تعرف صبرك وجلدك وقوة إرادتك، ومن يتأمل حياة العظماء يجد أن أغلب نجاحاتهم بُنِيت على أنقاض تجارب فاشلة، فاجعل من ركام التجارب السابقة أساسا لبداية جديدة، وصمّ أذنك عن حماقات من حولك، فمن استمع لسموم المحبطين مرض بالهم والحزن، والسعيد هو من احترف التغافل والتجاهل، فبالأولى سرور وبالثانية راحة، فعِش كبيرًا بخطواتك معتزًا بذاتك، فالحياة أجمل بكثير من أن تقضيها متباكيًا على ما فاتك.
إضاءة:
ليس كل من نصادقه نعرفه، فالأيام كفيلةٌ أن تُضيء لنا زواياهم المظلمة.. فصبرًا جميلا.
آخر السطر:
«شفت يا فهيد.. مهو بـ كل من ضحك في وجهك صِدَقْ في قفاك»
أضف تعليق