بورتريه

فيصل المسلم.. الحِبر لم يُخلق ليَسكن الدّواة..!

يعيش في معسكر الوطن.. ينتمي الى جميع الشرفاء.. الجميع دون استثناء.. خطواته صائبة.. ليس من عاداته التسليم بالهزيمة عند وجود قضية كبرى.. يُقال إن من يُغيّر التاريخ هُم إمّا الشجعان الجسورون أو الحمقى المتهوّرون فكلاهما لا يتنبأ التاريخ بما يفعلون..
فكان هو الشجاع الجسور وخصومه الحمقى المتهورون الذين ظنوا أن بمقدورهم الإمساك بلجام التاريخ والإفلات بـ”بفسادهم” إلى ما لا نهاية.

د. فيصل المسلم النائب السابق في خمس مجالس سابقة، من مواليد 1962 لديه رصيد أكاديمي مُحترم كرصيده السياسي.. دكتوراة في التاريخ السياسي الحديث والمعاصر من جامعة ويلز البريطانية.. ماجستير في التاريخ السياسي الحديث من جامعة غلاسكو في بريطانيا.. ليسانس حقوق من الجامعة العربية ببيروت.. ليسانس آداب تاريخ من جامعة الكويت وعضو هيئة التدريس بكلية الآداب.. كما درّس في كليات عسكرية ومعاهد تطبيقية.

سياسياً صار د. فيصل رمزاً للصراع بين الخير والشر.. كلماته مثل شعاع الليزر الذي يوجّه الصواريخ، وليزره كان دوماً موجهاً الى “الفساد”.. بفضله بدأت مسيرة اصلاحية ناجحة انتهت برحيل رئيس مجلس الوزراء السابق في سابقة تاريخية.

حين تحدث عن “الايداعات” و “التحويلات” قالوا له : هاتِ برهانك إن كنت من الصادقين.. فكان برهانه “الشيك” الشهير.. أثار أعصاب الفاسدين باستحضاره الحقيقة التي حاولوا إخفاءها.. بعدها سعوا إلى كسر إرادته بالقضايا التي رُفعت ضده ومطالبته بتعويضات ضخمة.. فصبَر ورفض أن يكون من “القافزين من اليسارِ إلى اليمين إلى اليسار كقفزة الحرباءِ”.

لقد أخطأ من راهنَ على صمته، فالحبر لم يُخلق ليسكُن الدّواة.. وعلى الرغم من كل التهديدات والضغوط و”العنتريات” التي تعرّض لها كانَ يمورُ بالتفاؤل والإيمان واليقين بأنّ “الله خيرٌ حافظاً”..
تكسّرت النّصال تلو النّصال فوق إرادته.. لم يجزع أو يلتفت إلى “كلاب الصيد” ونباحها.. لأنه مشغولٌ برصدِ “صاحبِ” الكلاب.. كان خصومه يبتسمون بسخرية منه.. لكنها ابتسامة الأبله الذي لا يعلم ماذا ينتظره، ويجهل أن من أطاح به “الأحرار” لن يعود ولو فُرشت له المطارفُ والحشايا.

براءته الأخيرة في قضية “الشيك” جعلتنا نُدرك معنى قول الله تعالى ( يا نارُ كوني برداً وسلاماً) فالذُّل والإحباط الذي أحاط بقوى الشر أذاقنا معنى البرد والسلام.. وعلى الرغم من ذلك لم نُحسّ إحساس الشامتين بمن أرادوا الانتقام من د.المِسلم بل بالأسى عليهم.

فيصل المسلم يُشبه “ميثولوجيا” الإغريق التي يكتبها كُتّاب عقلاء لتعليم العامة القيم والأخلاق.. وعذراً من الشاعر أحمد مطر فإنّ أرضاً عليها فيصل المسلم ليست للجبناء. ‏