عربي وعالمي

د.حاكم المطيري: لم يشهد العالم بعد هتلر قاتل مثل بشار
الاحتلال الروسي لسوريا وتداعياته على الامن العربي والإسلامي

منظمة الأمة للتعاون العربي التركي نظمت ندوة يوم السبت الموافق 27/2/2016م بعنوان (الاحتلال الروسي لسوريا وتداعياته على الأمن العربي والإسلامي) في إسطنبول لمجموعة من المفكرين و الباحثين من العالم الإسلامي ، تحدثوا فيه عن خطورة الإحتلال الروسي على الأمة الإسلامية و أن العدوان الروسي ليس على سوريا فقط بل على الأمة وبالتالي على الأمة مواجهة هذا الإحتلال المباشر. 
بدأ الدكتور الباحث حسن سلمان الندوة قائلاً:  
“عاشت أمتنا رياح التغيير من خلال ثورات الربيع العربي الذي شمل العديد من الدول بدءاً من تونس الى ان وصل الى سوريا، ولكن في سوريا التي تحمل في ذاكرتها التاريخية العديد من المأسي من الارهاب و العنف الأمر كان مختلفاً، فعندما جاء رياح التغيير لم يكن المتوقع ان سوريا مهيأ لما عرف بمواكبة الثورة ورياح التغيير ، ولكن حركة الطغيان و المستضعفين احيانا فيها آثار قد لايعرفها العديد من الناس، ففرعون لاحظنا ان طفلا ترمي به امه في البحر ثم يأخذه الطاغية ليربيه في قصره ثم يكون بداية انهيار الطغيان وينتهي فرعون على يد هذا الطفل “
“في سوريا ايضا مجموعة من الاطفال في درعا تظاهروا ولكن النظام تعامل معهم بعنف شديد و ادى هذا الأمر الى انطلاق النخوة والعزة والكرامة في الشعب السوري ، و الشعب لم يرد عسكرة الثورة من البداية ، ولكن تعامل النظام السوري معها ادت الى ذلك ، وكاد النظام ان يسقط ولكن المشهد غريب في الحالة السورية لأن القوة الحقيقية الحاكمة ظهرت في المنطقة العربية، عندما تدخل الإحتلال الروسي بشكل مباشر لدعم هذا النظام الشكلي الاجرامي، واذا بنا امام مشهد تتساقط فيها كل المشاريع ، مما جعل سوريا ساحة للصراع الدولي والاخطر اننا في الحالة الاخيرة التي دخلت روسيا بقواتها وجيوشها لايمكن ان نصور هذه الحالة بأنها حالة ثورة ضد نظام وطني يقمع شعبه ولكن نحن امام مشهد احتلال دولة كبرى لشعب يتطل للحرية والكرامة. 
وقال أيضا:. أننا لسنا الا امام احتلال ومن حق الشعب المحتل ان يخوض حرب تحرير ليس لمقاومة الاستبداد فقط بل نحو حرب تحرير شاملة وعلى كافة الشعوب ان تنظر للمعركة بهذا البُعد ، والشعب السوري ليس المسؤول الوحيد عن التحرير بل على جميع المسلمين الدفاع عن هذا الشعب .
 
بعدها تحدث الأستاذ حسن الدقي أمين عام حزب الأمة الإماراتي عن الثوابت التي تحكم المشروع الروسي وهي:
استلهام التاريخ الروسي القيصري الارثوذوكسي، وأن روسيا تحاول ان تكون الحامية للأرثذوكس ، ثم متلاذمة سقوط الاتحاد السوفييتي، وهي كابوس السقوط المهيمن على روسيا وامل العودة الى الحلم الذي كان يمثله الاتحاد السوفييتي، وهي فقدت قدراتها للعودة للمشاركة في النظام الدولي، وبالتالي هي بحاجة للعملاء واهم عملاءها هو ايران و أيضا الانتقام من الغرب النصراني، الذي تُحمله روسيا سبب انهيار الاتحاد السوفيتيي.
بعدها تحدث الباحث التركي محمد زاهد جول حول العدوان الروسي وقال :
العدوان الروسي هو اداة قتل و المجتمع الدولي وامريكا ليست اقل اجراما في هذا المشهد الذي نعيشه في هذه اللحظات ، مثلا : نوعية الاسلحة التي يُقتل بها الشعب السوري في الوقت الراهن و السنوات الماضية رغم صدور قرارات في مجلس الامن ، آلة القتل الذي تقتل الشعب السوري هو البراميل المتفجرة ، وهذا السلاح حرمه المجتمع الدولي وصدر فيه قرار مجتمع الدولي الذي يحرم استخدام البراميل المتفجرة ، وهنا يجيز المجتمع الدولي للنظام السوري ان يقتل الشعب بكل الاسلحة ماعدا البراميل المتفجرة ، ورغم صدور هذا القرار ألقي اكثر من 20 ألف برميل على رؤوس السوريين، وغالبية ضحايا الشعب السوري هم نتيجة البراميل المتفجرة ، وهذا الامر كاف لفهم طبيعة الصراع الذي يحصل في سوريا.
وقال جول : طبيعة الصراع في سوريا اليوم الذي بات واضحا وظاهرا لايمكن على المدى القريب حل هذا الصراع والمجتمع الدولي يريد ادارة الصراع وليس حله. 
ثم تحدث البروفيسور الدكتور حاكم المطيري الأمين العام لمؤتمر الأمة وقال:

السياق الاول للاحتلال الروسي لسوريا هو السياق التاريخي والبعد العقائدي الديني ، فنحن نشهد حملة جديدة من الحملات الصليبية على المنطقة الذي لم تتوقف منذ سنة 1095 ميلادية عندما دعا البابا على الحرب الصليبية على العالم الاسلامية ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف الى اليوم فالبعد العقائدي والصراع الديني حاضر في المشهد مهما حاولت القوى الدولية ان تظهر بمظهر انساني او علماني، ولذا رأينا كيف بارك البابا الارثوذوكية هذا الحرب الهمجية على شعب اراد تغيير النظام فقط ، ولم يرد تغيير العالم، بل بدأ بمظاهرات سلمية ضد ديكتاتور، و لم يشهد العالم بعد هتلر قاتل مثل بشار ورغم ذلك الكنيسة تبارك هذا الحرب بدعوى حماية الاقلية .

حاول النظام السوري ان يواجه الشعب بالجيش ثم بالميليشيات ثم اضطر الاحتلال الروسي ان يأتي بشكل مباشر، وسيأتي في كل ساحات الثورات العربية بشكل مباشر، ويوظف كل الميليشيا والجماعات ، ولكن الثابت الوحيد ان هناك امة تريد الحرية و الاستقلال وهناك قوى دولية تريد بقاء الاحتلال .

ثم تحدث الدكتور حاكم المطيري عن انهيار الجامعة العربية والذي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية و انها توفت وانتهت تماما بعد ان صنعتها بريطانيا لحماية محمياتها ثم وظفتها طوال هذه السنين لخدمة مصالحها الى ان اعلنت وفاتها.

ودعا الى الصمود و المقاومة وقال: ليس للامة خيار الا المواجهة بفهم طبيعة مايجري وعلينا ان لانستغرب اننا امام امة تتحرر وهذه الامة لم تدفع حتى الان واحد بالمائة مما دفعت شعوب العالم للتحرر، ربع القارة الاوروبية ضحوا مقابل ان يعيشوا احرار.
وفي نهاية الندوة تحدث الناشط الحقوقي محمد العربي زيتوت عن شمولية العدوان الروسي واعتبرها ليس عدوانا على سوريا فقط بل على المنطقة وأن سوريا رأس يراد ضربه وتدميره و روسيا هي احدى اكبر ادوات التدمير ولكنه عدوان اممي على المنطقة الإسلامية.
وتحدث عن وجود 40 مليون مسلم روسي و 100 مليون مسلم في وسط آسيا يعانون من الطغيان الروسي وتحرر سوريا بداية لتحررهم جميعا.
وجدير بالذكر ان هذا النشاط هو الأول من نوعه الذي يتحدث فيه عن العدوان الروسي على سوريا بهذا العمق و التحليل الدقيق.