أقلامهم

عبدالعزيز الفضلي : أعداء تركيا السبعة

تواجه تركيا – خاصة بعد تولي الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية زمام الحكم فيها – عدة خصوم وأعداء، يحاولون إيقاف تقدمها وانطلاقتها، ويسعون لوضع العقبات والعراقيل في طريقها،

بل وإسقاط الرئيس والحكومة إن تطلّب الأمر كما حصل في محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة.

تأتي أمريكا في مقدمة هؤلاء الأعداء، فأمريكا لا تريد أن ترى رئيسا أو حكومة إسلامية خارجة عن وصايتها.

أمريكا يقلقها ويزعجها أن ترى رئيسا أو قائدا يطالب بحقوق المسلمين، كما فعل الرئيس “أردوغان” بمطالبته بأن يكون للمسلمين مقعد دائم في مجلس الأمن، ومطالبته بأن لا تتحكم الدول الخمس – التي تملك حق الفيتو – بمصير العالم.

لذلك كانت أصابع الاتهام تتجه إلى أمريكا في التخطيط والتدبير لمحاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا، وهو ما لمّح به بعض القيادات التركية دون تصريح.

دول أوروبية تناصب تركيا العداء، ولعل بعض هذا العداء يأتي من أحقاد تاريخية قديمة، ناتجة عن سيطرة تركيا على أراضي شاسعة من القارة الأوروبية إبّان الحكم العثماني.

وبعض الأوروبيين يعتقد أن تركيا هي “حصان طروادة ” الذي سيُمكّن المسلمين من اقتحام أوروبا.

ولذلك تجد كثيرا منهم يعارض وبشدة دخول تركيا في الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتهم “فرنسا والنمسا”.

الكيان الصهيوني هو العدو الثالث لتركيا، فالحكومة التركية هي الوحيدة من بين الدول العربية والإسلامية التي استطاعت أن تجبر الصهاينة على تقديم الاعتذار – بعد حادثة الاعتداء على أسطول الحرية واستشهداء مجموعة من الأتراك.

والرئيس “أردوغان” هو الذي وقف في وجه “بيريز” في مؤتمر دافوس ووجه له نقدا مباشرا على الجرائم التي ترتكبها حكومته ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

تركيا من أكثر الدول الإسلامية المطالبة برفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، والاتفاق الأخير مع إسرائيل ألزم الصهاينة بالسماح بإدخال مساعدات إنسانية ومواد أساسية لقطاع غزة.

الكيان الموازي والذي يقوده “فتح الله جولن” هو أحد أعداء تركيا، لأنه يقوم على تحقيق مصالح خاصة وتنفيذ أجندات غربية، تضر بسيادة الحكومة والشعب التركي.

وقد كان هذا الكيان أداة سوء في أيدي أعداء تركيا للقيام بالانقلاب، لكن الله تعالى بفضله أحبط تدبيرهم ومؤامرتهم.

حزب العمال الكردستاني (PKK) هو العدو الخامس، وهم جماعة كردية يسارية مسلحة، وهي مصنفة عالميا كمنظمة إرهابية.

تهدف إلى إنشاء دولة كردية مستقلة عن تركيا، وتستخدم العمليات العسكرية والمسلحة لتحقيق مطالبها، وقد وقفت هذه المنظمة وراء العديد من التفجيرات التي وقعت بين صفوف المدنيين في تركيا.

ومن العجيب أن حكومة العدالة والتنمية هي من أكثر من أعطى الأكراد حقوقهم (اعتراف بلغتهم كلغة رسمية – السماح بفتح قنوات فضائية – تحسين الأوضاع المعيشية والبنى التحتية – تشجيعهم للدخول في العملية السياسية) ومع ذلك يستمر الحزب في أعماله التخريبية!!

دول عربية تُعتبر من أعداء تركيا، وعداؤها ينطلق من كون الحكومة التركية يتولى قيادتها حزب ذو مرجعية إسلامية، وهذه الدول – للأسف – تعادي كل ما هو إسلامي، وتسعى لإفشال أي نجاح يقوم به حزب أو تيار إسلامي، وقد كان لها أدوار مشبوهة في عملية الانقلاب الفاشلة الأخيرة.

العدو السابع لتركيا هم “الدواعش” والذين يرون بكفر أردوغان وحزبه، ويعتقدون أنه ممن يحاربهم ويقف في طريق تحقيق “الخلافة الإسلامية” المزعومة.

ولذلك لا تتوقف جرائمهم الإرهابية التي يرتكبونها داخل الأراضي التركية.

هناك العديد من خصوم وأعداء تركيا في الداخل والخارج لا تتسع مساحة المقال لذكرهم.

لكن المهم في طرح موضوع “أعداء تركيا” هو ألا تترك الحكومات والشعوب العربية والإسلامية تركيا لتواجه هؤلاء الأعداء لوحدها.

تركيا اليوم تمثل نموذجا راقيا ورائدا كدولة وحكومة إسلامية تسعى للنهضة والتقدم وتحقيق السيادة لشعبها وأمتها.

تركيا اليوم – في نظري – هي رأس الحربة للدفاع عن حقوق المسلمين في العالم، وما لم نقف في جانبها ونحمي ظهرها، ونشد عضدها. فستظل حقوق المسلمين ضائعة ودماؤهم مهدرة.

4 تعليقات

أضغط هنا لإضافة تعليق