عربي وعالمي

ميانمار: ارتفاع حصيلة قتلى الهجمات المسلحة في ولاية “أراكان” إلى 29

ارتفعّت حصيلة قتلى الهجمات المسلحة الأخيرة، التي استهدفت عدة مراكز حكومية، في ولاية “أراكان”، جنوبي ميانمار، إلى 29، بحسب وسائل إعلامية رسمية.

وذكرت صحيفة “مياوادي” التابعة للجيش، اليوم الأربعاء، أن 4 جنود لقوا حتفهم إثر هجوم شنه، الليلة الماضية، نحو 300 مسلح، على نقطة عسكرية، بالقرب من قرية “بياونغبيت”، التابعة لمدينة “مونغدو”، وبذلك ارتفعت حصيلة قتلى تلك الهجمات، إلى 29.

وفي السياق ذاته، قال مسؤول كبير في شرطة عاصمة الولاية “سيتوي”، طلب عدم الكشف عن اسمه، كونه غير مخول بالتصريح لوسائل إعلامية، في اتصال هاتفي مع الأناضول، أنه “تم العثورعلى جثة أحد المهاجمين وبندقيتين، في موقع الهجوم، الذي راح ضحيته 4 جنود”.

وكشف أن “التحقيقيات الأولية أكدت أن المهاجمين الإثنين اللذين تم توقيفهم عقب الهجمات الأولى، ليسوا من مواطني ميانمار، وليسوا من مسلمي الروهينغا، ويعتقد أنهم من المهاجرين غير الشرعيين من بنغلاديش”.

وأضاف أن “المعتقلين ادّعوا أن شبان من أقلية الروهينغا، قدموا لهم الدعم، احتجاجًا على اعتزام حكومة الإقليم هدم المساجد، والمدارس الدينية في المنطقة”.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الشوؤن الدينية في ميانمار، أنها “تعتزم مقاضاة مؤسسي المساجد، والمباني الدينية الأخرى، على أراض تمتلكها الدولة شمالي البلاد، وسيشمل ذلك المساجد التي دمرت مؤخرًا”.
والسبت الماضي، اقتحم مسلحون بواسطة بنادق وسكاكين ومتفجرات، 3 مراكز شرطة في بلدتي، “ماونغداو”، و”ياثاي تايونغ” الحدودية، والتي يقطنها مسلمو الروهينغا، بحسب مصدر حكومي.

واغلقت السلطات في ميانمار، الإثنين الماضي، جميع المعابر الحدودية مع بنغلادش، وكذلك المدارس الحكومية، في أعقاب هجمات منفصلة، جنوبي البلاد، استهدفت 3 مراكز شرطة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وخلفت 17 قتيلا، 9 منهم من قوات الأمن، و8 مسلحين، فيما اعتبر أحد رجال الشرطة في عداد المفقودين.

وفي حادثين منفصلين آخرين وقعا خلال اليومين الماضيين، قتلت القوات الحكومية 7 مسلحين في عملية شملت 3 قرى أخرى.
والأحد الماضي، أعلنت الحكومة أنها فرضت حظر تجوال ليلي في أراكان، حتى إشعار آخر، يبدأ يومياً من الساعة 07:00 مساءً إلى الساعة 06:00 صباحاً بالتوقيت المحلي.

من جانبها، أعربت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، عن قلقها إزاء تصاعد التوتر واستئناف القتال بين القوات الحكومية والمنظمات المسلحة العرقية في ميانمار.

وقال المستشار الخاص للأمين العام بشأن ميانمار، فيجاي نامبيار، إن “الاشتباكات التي وقعت مؤخرًا لم تتسبب فقط في العديد من الوفيات والإصابات الخطيرة بما في ذلك الرضع والأطفال، ولكن أيضًا في تشريد عشرات الآلاف من الناس في الولايات الثلاثة”.

ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهينغا، في مخيمات بولاية “أراكان”، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982؛ إذ تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش، بينما تصنفهم الأمم المتحدة بـ “الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم”.

ويُعرّف “المركز الروهينغي العالمي” على موقعه الإلكتروني، الروهنغيا بأنهم “عرقية مضطهدة في إقليم أراكان منذ 70 عامًا، وقد مُورس بحقها أبشع ألوان التنكيل والتعذيب، حيث تعرضت للتشريد، والقتل، والحرق”.

ومع اندلاع أعمال العنف، ضد مسلمي الروهينغا، في يونيو/حزيران 2012، بدأ عشرات الآلاف منهم بالهجرة إلى دول مجاورة، على أمل الحصول على فرص عمل؛ ما أوقعهم في قبضة تجار بشر.