أقلامهم

لا “ربيع عربيا” مع ترمب

منذ الفوز المفاجئ لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية يوم 8 نوفمبر، هناك كثير من التحليلات والتقييمات في الولايات المتحدة للحدث. والاستنتاج الرئيسي هو أن رسالة ترامب حول الظلم الاقتصادي، أقنعت الناخبين في المناطق الريفية ومن الطبقة العاملة في ولايات الوسط الغربي الذين كانوا يصوتون عادة لكلينتون وصوتوا أيضا لباراك أوباما.
ويلاحظ أيضا أن كثيرا من النساء البيض صوتن لترامب، فيما يبدو أنهن معنيات بالاقتصاد أكثر من اهتمامهن بفضائح الرجل.

وإذا نظرنا للمستقبل، وبعد ثلاثة أيام من الانتخابات، سنواجه أسئلة كثيرة حول ترامب وسياسته الخارجية.

لا نعرف بعد من سيكون في فريقه الرئاسي، لكننا نعرف أنهم سيتبعون سياسة محافظة.

وتعني السياسة المحافظة عدم استخدام موارد كثيرة وتحميل الحلفاء كلفة السياسة المشتركة وتشجيع الاستقرار وليس التغيير. يختلف ذلك عن السياسة التقليدية التي تتطلب القيادة الأميركية في مواجهة التحديات العالمية مع ما تتطلبه تلك القيادة من موارد ضرورية.

ولطالما شجعت السياسة الخارجية التقليدية للولايات المتحدة التغيير عبر سياسات من قبيل التوسع في التجارة العالمية ومواجهة التغير المناخي.

رفض ترامب الكثير من السياسات التقليدية، لذا رفضه خلال حملة الانتخابات كثير من الجمهوريين الذين يفضلون السياسة الخارجية التقليدية.

أما بالنسبة للشرق الأوسط، فمن الواضح أن ترامب لا يرى المشكلة الرئيسية في التجارة أو السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، بل يرى أن الأمن هو المشكلة. وهو يرى أن الاستقرار السياسي يوفر الأمن.

لذا ستكون داعش عدوا بنظر ترامب لأنها تسعى للتغيير الجذري وتهدد أميركا.

لكن ترامب لن يسعى لتوريط أميركا في حروب جديدة، والأرجح أنه ستساوره الشكوك حول نصائح القادة العسكريين الحاليين والدبلوماسيين بشأن الجهود الأميركية المكلفة في العراق وأفغانستان.

سيكون ترامب حذرا جدا بشأن أي تغيير سريع في المنطقة، وستكون السياسة الخارجية المحافظة حذرة بشأن أي ربيع عربي جديد.

يريد ترامب استقرارا في العلاقة مع روسيا، وقد قال إنه سيعمل مع فلاديمير بوتين ضد داعش، وربما أيضا حتى مع بشار الأسد.

في الوقت نفسه لا يثق ترامب، مثله مثل الجمهوريين المحافظين، بإيران لاعتقادهم أنها تسعى للتغيير في المنطقة. أما كيف سيوازن ترامب بين رغبته في العمل مع روسيا، حليف إيران في الشرق الأوسط، ومواجهة إيران في آن واحد فليس واضحا بعد.

سيكون تركيز ترامب على القضايا الداخلية وليس على السياسة الخارجية.

فالقاعدة السياسية التي يمثلها لا تهتم بروسيا أو الشرق الأوسط أو أوروبا بقدر اهتمامها بتوفير الوظائف وكلفة الحياة اليومية في بلداتهم ومدنهم.

ولقد قال ترامب بعد زيارته للكونغرس عقب انتخابه بيومين، إن أولوياته هي الأمن والوظائف والرعاية الصحية.

سيعمل ترامب والجمهوريون في الكونغرس على إلغاء أو تعدي كثير من السياسات الإصلاحية التي تبناها أوباما ومنها السياسات بشأن الهجرة.