أقلامهم

“حدس”.. الحربش.. نائب الرئيس!

انتهت انتخابات رئيس ونائب رئيس مجلس الأمة يوم الأحد الماضي، إلا أن الجدل حول نتائج ذلك التصويت لا يزال مستمراً في الديوانيات والمجالس والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.

ولعل من أغرب الأشياء، هو تركيز الكثير من الناس ممن يتطرقون لموضوع التصويت، إلى الحديث عن موقف «حدس» من تصويت الرئاسة والتي فاز بها الأخ مرزوق الغانم، بفارق كبير عن منافسيه.

فرغم تصريحات نواب «حدس» بأن أصواتهم في الرئاسة انقسمت بين المويزري والرومي، إلا أن البعض ما زال يشكك في موقف الحركة، ويتهمها بعقد الصفقات، من أجل وصول النائب جمعان الحربش إلى منصب نائب الرئيس، وأنها خانت المعارضة ونقضت عهدها!

وأقول إن هذا الاتهام ليس بجديد على خصوم الحركة الدستورية، والذين لو أقسم لهم نوابها وأعضاؤها على المصحف لما صدّقوهم!

فالبعض لديه خصومة مع الإسلاميين عموماً وبالتالي ستندرج الحركة في تلك الخصومة.

والبعض لديه عداوة للإخوان المسلمين ومن يحمل فكر الجماعة، وبالتالي هو يعادي الحركة.

والبعض لديه مصالح – غير مشروعة – تعطلت بسبب اعتراض نواب الحركة السابقين عليها، وبالتالي يراهم عقبة قادمة في تحقيق أطماعه وشهيته المفتوحة للمال الحرام.

والبعض يهدف إلى إفساد البلد بإباحة المنكرات والمحرمات، ووجود كتلة من المحافظين ستحول دون تحقيق أحلامه، وبما أن الحركة ضمن أصحاب التوجه المحافظ، فهي خصم له.

لقد تعرضت الحركة للطعن المباشر، والبعض دخل في نيتها، وآخرون – وقد يكونون قريبين منها – اتهموها مع أول نتيجة لانتخابات نائب الرئيس والتي تقدم فيها الحربش على الكندري.

إلا أن الأمر أُسقط في يد الكثيرين – ممن هاجموا الحركة – بعد النتيجة الثانية للتصويت والتي فاز بها النائب الكندري.

البعض من هؤلاء ملك شجاعة الاعتذار، ويشكر على ذلك فهي من شيم الكبار.

وآخرون أخذتهم العزّة بالإثم، فاستمرّوا في بغيهم وظلمهم وكذبهم يعمهون.

من وجهة نظري، يحق للحركة الدستورية أن تفخر بنهجها وفكرها وثقلها في المجتمع، والذي تحقق من خلال شفافيتها ومصداقيتها في التعامل مع المواقف والأحداث.

ورغم أن عدد أعضائها في المجلس أقل من أصابع اليد الواحدة، إلا أنها تعتبر رقما صعبا لا يمكن تجاوزه عند اتخاذ المواقف والقرارات.

من واجب الحركة أن تتجه بالشكر لكل من وقف معها أو دافع عنها وهو ليس من أعضائها أو المنتسبين لها، خصوصاً ممن يختلفون معها في الفكر والطرح، فموقفهم الرافض للتشكيك بمصداقية نواب الحركة، يدل على شهامتهم وسمو أخلاقهم.

إن عدم فوز النائب الحربش بمنصب نائب الرئيس بفارق صوت واحد فقط يعتبر إنجازاً، فرغم تحركه المتأخر من أجل الترشح للمنصب، ومع كل الاتهامات التي تعرض لها بعقد الصفقات، والصدمة التي تعرضت لها المعارضة على إثر نتيجة انتخابات رئاسة المجلس، ومع انسحاب سعدون حماد لمصلحة المرشح الكندري، ومع ذلك فاز الحربش بالجولة الأولى ثم خسر في جولة الإعادة بفارق صوت، أفلا يعتبر ذلك إنجازاً؟

أخيرا على الحركة الدستورية والنائب الفاضل جمعان الحربش…

تذكر قول الله تعالى «فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيرا كثيراً».

ولو لم يكن من خير في عدم الوصول إلى منصب نائب الرئيس سوى «إبراء ساحة الحركة من تهمة عقد الصفقات» لكفى.