أقلامهم

عندما يموت الضمير

عندما يُصرِّح عضو مجلس أمة فرحاً بما يحدث لأهالي حلب من قتل وتنكيل وتعذيب للنساء والأطفال والشيوخ، ويسمي ذلك فتحاً ونصراً، فهذا لا يُمثِّل الأمة، بل يُمثِّل الشيطان. وعندما يبرر كاتبٌ طائفي جرائم الروس وميليشيات الطائفيين وحزب الشيطان، ويعرضها بأنها ردة فعل على أعمال منظمات إرهابية أخرى، فإن هذا شكل من أشكال موت الضمير وفساد العقيدة.
لئن فضحت جرائم الانقلاب العسكري في إحدى الدول الشقيقة التيارات الليبرالية والعلمانية في البلاد العربية وكشفت كفرها بالمبادئ الديموقراطية، فإن مأساة حلب كشفت موت الضمير وفساده عند الكثير من أصحاب الفكر الطائفي، وغياب المشاعر الإنسانية عند من كنا نظن فيهم العقل والإنصاف. نعم، إن سكوتهم عن التنديد بما حدث، وما زال يحدث، من جرائم يشيب لها الولدان في حلب، لأمر مخز وعار لا يبرره أي اعتذار.
لقد تبين لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك ولاء مزدوجاً عند بعض من يعيش بيننا، ودليل ذلك تبريره، بل وتأييده لكل ما تقوم به ميليشيات هذه العصبة المجرمة من دون خجل ولا وجل، وهذا يزيد من خوفنا على مصير البلد وأمنه إذا ما حدث أي توتر في العلاقات في المستقبل، وما ذلك ببعيد! لذلك ندعو حكماء هؤلاء القوم إلى التحرك السريع للضرب بقوة على يد هؤلاء المغامرين، وكبح جماح نفوسهم الضعيفة وضمائرهم الميتة.
***
عندما يموت الضمير، يفسد التفكير، وتفسد استدلالاته!
هذا ما حدث بالضبط عندما حاول أحد هؤلاء الطعن في الحركة الدستورية الإسلامية؛ بسبب توزيع أصواتها في انتخابات رئاسة مجلس الأمة بين اثنين من المرشحين! وادعى أن ذلك تلوناً وتقية (!!).
ولعلم القارئ فقط إن النواب الأربعة، الذين ذكرهم، كانوا قد أعلنوا قبل الانتخابات أنهم لن يصوتوا للأخ مرزوق لغانم، وان اثنين منهم أعلنا أنهما سيصوتان للأخ شعيب المويزري، وهذا ما حدث بالضبط، ولأن قرار الحركة المعلن أن تصويت الرئاسة كان بالاختيار بين من يرونه الأصلح من الاثنين، لذلك جاء الاختيار كما تم الإعلان عنه.
التقية يا عزيزي لا تجدها عندنا، فأنت تعلم جيداً أين تكون ومتى تكون، وهي منك وأمثالك أقرب، كما أنصحك بالتخلص من فوبيا الإخوان، فهذه جعلتك تتصرف بهوس غريب يضحك عليك الآخرون، لدرجة أنك اتهمت الإخوان بتفجير كنيسة مصر بينما هم لم يتهموا الإخوان بها، وإنما اتهموا من لا يسمح المراقب القانوني لـ القبس بذكرهم! وكم كنت أتمنى لو أن ثقافتك العالية أسعفتك بدلاً من استخفافك بمؤهلات دكتور وخبير في علم القانون الدستوري وسخرت من كونه أستاذاً ودكتوراً! هذا الذي «تمعطزت» عليه أيها المثقف النابغة مقرر لجنة الخبراء الدستوريين في مجلس الأمة الذي عينه ولي نعمتك، اعلم إن لم تكن تعلم!