أقلامهم

كويتيون لا يدخلون النار

ظلمتموهم قبل أن تفهموا حقيقة الموضوع وأهدافه السامية، فالسيد وزير الداخلية الموقر، بالتعاون مع السادة النواب الأفاضل مقترحي لجنة الظواهر، لم يقصدوا بلجنتهم التمهيد للتدخل بحياتكم الخاصة وحقوقكم الفردية وحرياتكم الشخصية كما قد تتوهمون أو تسيئون الظن، إنما جل ما يريدونه هو أنهم بعد أن ضمنوا لكم الحياة الكريمة على وجه الأرض، فإنهم يسعون لضمان وجهتكم الأكرم في مرحلة ما بعد الحياة.

فبعد سنوات طوال من العمل السياسي والنضال النقابي والكفاح العمالي والقضايا الإدارية، صارت الوظيفة حقاً أصيلاً للمواطن لا يمكن حرمانه منها أو محاسبته عليها، فأن تخلع رئيساً ديكتاتوراً إفريقياً أسهل من تفنيش رئيس قسم كويتي ارتكب كل المخالفات الإدارية والأخلاقية المكتوبة والمسموعة والمنقولة، هذا بالطبع إذا داوم حضرته أساساً، وذلك كله بفضل الدستور ودعم النواب الأوائل حماة الأمة وأرزاقها ومستقبل أجيالها، جزاهم عنا وعنكم كل الخير، واستكمالاً لمسيرة حماية الحقوق لم يتوان أو يتباطأ النواب الأواخر في السنوات الأخيرة بالترتيب والنتائج، فبعد أن تمادت السلطة في استخدام لغة القوة والقمع في مواجهة المظاهرات وحالات الشغب، قاموا برفع شعار “الكويتي ما ينطق”، في مواجهة “النهج السلطوي”، وفعلاً تمكنوا من خلاله من إيقاف السلطة عند حدها، فقد اختفت حالات استخدام القوة بعد أن ساهم ذات نواب اقتراح اللجنة الأفاضل في إخفاء وعرقلة قيام المظاهرات والمسيرات، وصار الكويتي بفضلهم “ينسجن” فقط، لكن ما “ينطق”، وذلك أهون الشرين، ولله الحمد والمنة من قبل ومن بعد.

واليوم، وبعد أن دخلنا أزهى عصور الحرية والانفتاح والتنمية، واستمراراً لروح التعاون المشترك والبنّاء، فقد عقدت حكومتنا الرشيدة ممثلة بوزير داخليتها الموقر صفقة العمر وما بعده المباركة، مع قادة الفكر والحقوق المدنية والحريات بالمجلس، والذين كانت تلاحقهم وزارته الكريمة قبل أشهر معدودات، فبعد أن فرغ شيوخ الدين والدنيا، وبنجاح منقطع النظير، من إحكام سيطرتهم عليكم فوق الأرض تطبيقاً لمشروع “إكل وإنت ساكت” المشترك، وضمنوا به عدم سماع صوتكم أو ضربكم أو تفنيشكم هنا، قرروا جزاهم الله خيراً ضمان مستقبل آخرتكم، وحجز الأرائك والقصور لكم في الجنة هناك، إن شاء الله..

هذه كل الحكاية فاشكروهم ولا تظلموهم.