أقلامهم

خور عبدالله.. كشف تسلل

حفلت الأيام الماضية بتحركات نوعية من قبل بعض الأحزاب العراقية فيما يتعلق بقضية خور عبدالله، وهو ممر مائي ملاحي محاذي لجزيرة بوبيان من جهة الشمال الشرقي، أكدت المواثيق الدولية على تقاسمه بين الكويت والعراق، وتم اغلاق الملف برمته باعتراف الحكومة العراقية في عام 2012 من خلال اتفاقية مشتركة ومصادقة برلمانها عليها لاحقا بعد عام.

ورغم أن الموقف الرسمي في العراق يؤكد هذه الاتفاقية، الا ان قلة من العراقيين تظاهروا وأثاروا ما أسموه باحقيتهم بايعاز من كتل وأحزاب عراقية، لكن هذه القضية برمتها كانت بمثابة كشف تسلل للموقف الرسمي الكويتي الذي صمت في الأيام الأولى، ولم يعلق الا بعد صدور تصريحات من الحكومة العراقية، وهو موقف يكشف عن ضعف وتردد لامبرر له على الاطلاق أبدا، رغم قوة موقفنا الموثق بقرارات ومعاهدات دولية!

نقول ذلك، في ظل موقف رسمي متهاون ومتذبدب وضعيف جداً، وهي سياسة تحتاج اليوم لمراجعة شاملة. فالسياسات الخارجية نعرف انها تعتمد على الاتزان والدبلوماسية والانضباط والبعد عن التأجيج في حالات السلم، ولكن مع محاولة بعض الأحزاب والكتل والشخصيات السياسية العراقية، ولخلافاتها مع السياسية مع حكومتها الحالية والسابقة، وجدت في هذه القضية – خور عبدالله – فرصة لتسجيل تكسبات سياسية ومزايدات في بلادهم على حساب الكويت، حتى وصل الأمر ببعض السياسيين بالتطاول على سيادة الكويت، ومنها نائبة تابعة لحزب نوري المالكي، والتي كررت ما كان يكرره نظام البعث البائد والمقبور صدام حسين من ان الكويت تابعة لولاية البصرة العراقية، اذا نحن أمام سياسة ممنهجة عنوانها فكرة تبعية الكويت للعراق، وليس أمام قضية تتعلق بممر مائي فحسب!
واليوم اصبحت حكومتنا مطالبة أكثر من أي وقت مضى ان تستعمل أدواتها الرسمية المتاحة؟ والتي من أبسطها تقديم رسائل الاحتجاج، فما يصدر اليوم ليس من جمهور شعبي، بل صادر من سياسيين في أحزاب رسمية تعرفهم الحكومة العراقيين، ولها ممثلين في الحكومة باعتبارهم منتخبين، فعلاوة على وجوب بيان مغالطات تلك الادعاءات التي يتم تداولها منذ القرن الماضي، فالحزم الدبلوماسي مطلوب، فلا توجد دبلوماسية مع سيادة أراضي الدول، لا سيما اذا ما عرفنا ان الوضع السياسي في العراق غير مستقر بتاتاً في ظل سخط شعبي ضد حكومتها وتوج ذلك بمظاهرات دامية في قلب بغداد في المنطقة الخضراء حيث تتواجد مراكز الحكومة، فمتى تدرك حكومتنا ان الضعف ليس من السياسات الدبلوماسية ؟ اللهم قد بلغت .. اللهم فأشهد.