أقلامهم

بالعربي المشرمح.. “اصح يا نايم!”

واقعنا غريب ومدهش مزدحم بالمتناقضات ومقلوب رأساً على عقب، محيّر للعقلاء ومخيف للحكماء، مؤشر خطير يقرع جرس الإنذار لنصحو من غفلتنا وخيالنا، ونلتفت إلى أنفسنا قبل فوات الأوان، فنعيد الثقة لمواطن فقد الثقة حتى في مواطنته ووطن فقد الثقة بمواطنيه.

فمؤسسة الفساد لا وطن يعنيها ولا مواطن يثير اهتمامها، ولا يمكن لها الاستمرار في ظل القانون والعدالة، لذلك تعمل على تدمير كل أنظمة الدولة لكي تحقق أهدافها، وتنجح في مشروعها، الأمر الذي يجعلنا كل من موقعه يتحمل مسؤولياته الوطنية.

وتكون معاناة الوطن واحتياجاته وأمنه واستقراره أولوية يعمل الجميع على تحقيقها معلما كان أو مثقفا أو سياسيا أو إعلاميا أو مهنيا أو أمنيا أو عسكريا أو غيره، حتى لا تنتشر ثقافة اللامبالاة لدينا فنغرق جميعا في بحر الفساد المدمر لوطننا ومستقبل أجيالنا.

فسياسة الإقصاء والفجور في الخصومة ومعاقبة الشرفاء ومكافأة المفسدين والمطبلين لهم ستخلق لنا ثقافة مدمرة، وتنشئ لنا جيلاً ينتهج الفساد والتطبيل لكي يصل إلى أهدافه ويقضي على الشرف والأمانة والمسؤولية الوطنية، فيزداد الفساد وتنتشر الرذيلة والخلق السيئ ويصبح الوطن أرضا خصبة لكل فاسد مواطناً كان أو مقيما، فتكون السرقة فيه ذكاء، والكذب فيه دهاء وحنكة، والشرف يصبح عاراً والصدق فيه سذاجة والإخلاص غباء.

فالمرحلة التي نعيشها لا منطقية ولا عقلانية، واستمرارها كارثي على الوطن وعلى الجميع، ونتحمل جميعاً مسؤولية ما يحصل، الأمر الذي يتطلب معه تحمل واجباتنا الوطنية لقطع دابر الفساد وإعادة الأمور إلى نصابها وفقاً للقانون والدستور لتعود الكويت كما أسس لها المؤسسون، وكما كانت درة وملاذاً حلماً لكل الشرفاء والمصلحين.

يعني بالعربي المشرمح:

لا تتركوا وطنكم أسيراً لمؤسسة الفساد اللعينة فتنشر فسادها في أروقته وتغرس فكرها في عقول أبنائه لتدمر مستقبلكم وتهدم أركان وطنكم وتجعله مرتعاً لكل المفسدين وتصبح ثقافتهم السائدة لدى المواطنين والمقيمين، ويصبح وطناً للفاسدين فقط، طارداً للشرفاء والمصلحين فما يحدث ونشاهده محل تذمر واستياء لكل المواطنين الأمر الذي يتطلب وقفة جادة لكل المخلصين، مواطناً كان أو مسؤولا، ليتحملوا مسؤولياتهم الوطنية وإنقاذ الوطن من قبضة المفسدين.