أقلامهم

High Light
“بيعونا الوهم”

سياسة الوعود الواهية هي نهج حكومة الكويت، لاسترضاء الناس وكسب مزيد من التأييد بهدف التغطية على الفشل المتكرر في إنجاز المشاريع التنموية الكبرى، حيث تؤكد المؤشرات الدالة على ذلك أن حجم الإنجاز في نهاية الربع الأول للخطة التنموية السنوية 2018-2019، لم يبلغ إلا 4 في المئة فقط من الاعتمادات المالية المخصصة. (الجريدة- 18 أغسطس 2018).

فالفساد أكل الأخضر واليابس، والوساطة والمحسوبية أصبحتا ثقافة شعب، وهذا ما أكده رئيس الحكومة في أحد تصريحاته السابقة والذي جاء فيه أن “المشكلة تكمن في جهازنا الإداري، ولا أخفيكم سراً فإن أغلبية القيادات الإدارية لم تأت عن كفاءة وإنما بالواسطة”. (الكويتية- مايو 2013).

وبتاريخ 7 أبريل 2016 أكد رئيس الحكومة أيضا أنه “لا إصلاح ممكناً في ظل جهاز حكومي غير كفء وإدارة مترهلة”. (تقرير لجنة الشؤون المالية والاقتصادية، رقم 22 ص 16).

وعوداً على بدء، فقد تكون تلك الوعود على شكل إصلاح سياسي أو تحسين الأوضاع المعيشية بحل قضايا الإسكان والتعليم والصحة ومكافحة الفساد إلى غير ذلك من وعود، لتبديد مخاوف الناس وتقليل حدة انتقاداتهم للأوضاع، ولكن سرعان ما اكتشف الناس عدم جديتها.

وبفضل هذا الجو من تردي الأوضاع تشكل مناخ مشحون بالاستبداد الفكري والسياسي، وما تمخض عنه من خوف وتوتر وقلق على مستقبل الأمة، أدى كل ذلك إلى تعطيل الإنجازات في اتجاه تقدم الكويت وازدهارها، بل أكثر من ذلك انتهى بنا المطاف إلى ضرب الوحدة الوطنية من خلال خطاب الكراهية الذي طفح إلى السطح برعاية الدولة العميقة، وفي ظل صمت وعجز حكومي عجيبين.

ختاماً:

الكل يستشعر الخوف على مستقبل الأجيال ومقدرات الأمة تحت وطأة واقع سياسي متخم بالفساد، والحل الوحيد للخروج من هذا الواقع هو تجفيف منابعه، وذلك من خلال الاستعانة برجال الكويت المخلصين الذين أهم صفاتهم الصدق والأمانة والقوة، وقبل ذلك كله القدرة على الوقوف بكل حزم في وجه منظومة الفساد، وبالتالي تحويل كل شبهات الفساد بكل مرافق الدولة إلى النيابة، ولا سيما التعيينات البراشوتية.

ولا يكتمل عقد الإصلاح إلا بعودة الإصلاحيين من سجناء الرأي، وكلي تفاؤل ولدي أمل كبير أن الكويت سترى النور قريبا بظهور هؤلاء الرجال.

ودمتم بخير.