أقلامهم

نبيل العوضي.. وعودة الجناسي

يوم الاثنين الماضي اجتمع لنا حدثان سعيدان مفرحان، ففي الفجر هلت بشائر الخير بهطول أمطار الرحمة، والتي طربت لها القلوب وتهللت لها الوجوه وفرحت لها النفوس، تلك الأمطار التي جاءت بعد انقطاع طويل من بعد يأس وقنوط.
غيث اشتاق له الناس كثيرا، بدليل بقائهم طول الليل يترقبون تلك الأمطار، ثم تباشروا بهطـولها قبيل الفجر وبعده.
فالحمد لله الذي «يُنزّل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد».
والبشرى الثانية كانت مساء بالإعلان عن اعتماد مجلس الوزراء قرارا يقضي بإرجاع الجناسي لمجموعة ممن سُحِبت جناسيهم قبل بضع سنوات، ومن بينهم فضيلة الشيخ نبيل العوضي.
خبر عودة الجناسي فَرَحَتْ له الكويت بجميع أطيافها وعوائلها وقبائلها، لأن فيه إرجاع الحقوق لأصحابها، ورفعا لمعاناة أسرٍ ضاقت ببعضها السبل، وعاشت كالغرباء في أوطانها.
عودة الجناسي كان نتيجة لجهود عدة مبذولة، سعى فيها العديد من المخلصين من أبناء هذا الوطن من نواب ووزراء وغيرهم.
تعرض فيها البعض إلى أنواع من الأذى، وتحمّلوا العديد من الإساءات والتضييق، والطعن والتشكيك، لكن كل ذلك كان يهون عندهم في سبيل إرجاع الحقوق لأصحابها.
عودة الجناسي جاءت في وقت تحتاج فيه الكويت إلى وحدة الصف، وجمع الكلمة، خصوصاً مع الظروف الصعبة والحرجة التي تمر بها المنطقة وما حولها.
فرحتنا بعودة الجناسي ما تزال منقوصة إلى أن تتيسر الأمور وترجع بقية الجناسي التي سُحبت من أصحابها.
فرحتنا تكتمل عند عودة أبناء الكويت من الأخوة المحكومين في قضية دخول المجلس إلى ديارهم، من البلاد التي هاجروا إليها موقتا بعد أحكام السجن.
في الحقيقة نحن في الكويت محسودون على روح الألفة والترابط التي تجمع أبناء هذا الوطن بجميع أطيافه.
فبرغم الخلافات السياسية والمذهبية والفكرية بين أفراد المجتمع، لكنهم يقفون صفا واحدا، في أفراحهم وأحزانهم، وليكونوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
نحن في الكويت مهما بلغ الخلاف بين المعارضة والحكومة إلا أن الكل يدرك ويعلم بأن المصير واحد، وأن المحافظة على أمن الكويت واستقرارها هي مسؤولية الجميع، لذلك قد يتخاصمون ويتخالفون عند السراء، لكنهم يقفون صفّا واحدا عن الشدائد والضراء.

Twitter: @abdulaziz2002