أقلامهم

حدث في مركز الإنسانية

ماذا حدث للبشر الذين يُفترَض تجنيسهم حسب كشف تجنيس 2018؟ هل سيتم تجنيسهم أم طُوي ملفهم في علم الغيب؟ وإذا كانوا من المستحقين للجنسية حسب القانون، وهو قانون السلطة وحدها، فلماذا الصمت الآن من هذه السلطة وكأنها لا تدري عن شيء؟!

بمثل هذا النهج من العشوائية والتردد والمحسوبية- انتقوا ما شئتم من كلمات تصف حالة هذه السلطة- تُدار أمور الدولة، أين الحقيقة وأين الكذب حول موضوع هؤلاء الذين حلموا وعلقوا الآمال أنهم سينالون حقهم في الجنسية في النهاية، فلم يجدوا غير الإحباط والخيبة بعد تراجع السلطة فجأة عن منحهم الجنسية أو حتى الوعد بها؟، هل من المعقول أن يصرح أحد من مجموعة “الاريين” الكويتيين متفاخراً بأن ضغوط جماعته و”لوبيها” أوقفت تجنيس دفعة 2018 من الذين يُفترَض تجنيسهم؟ أي خيبة سواد وجه لهذا البطل الاري ومجموعته كي يتفاخروا بإنجازهم الحضاري؟ وكيف لهذه السلطة الحاكمة أن تتراجع عن وعدها وتعهدها وتساير حزب ماري لوبان الكويتي في ظلم المستحقين للجنسية؟!

إذا كان هناك تلاعب وفوضى في الزج بأسماء محددة في كشوف التجنيس بغرض التلاعب به، فكان الأولى أن يتم الكشف عن المتنفذين الذين زجوا بهذه الأسماء بالواسطة والمحسوبية، وهي المعايير المهيمنة في السلوك السياسي بإدارة الدولة، ويتم تقديم هؤلاء المتنفذين للقضاء لاستغلالهم المنصب العام ومراكزهم السياسية، لكن أن يُعاقَب كل المستحقين المنتظرين فهذا هو الظلم والجور بعينه في دولة “المركز الإنساني”.

الحكومة صمتت صمت القبور في موضوع خيبتها، ولم تصرح حتى بكلمة لتفسير ما حدث، وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد، وتركت المسألة لتخمينات وسائل التواصل الاجتماعي، التي حلت مكان الإعلام المتواطئ بالصمت حول هذه القضية، أليس هذا مخجلاً لكم أن تغرقوا بشبر ماء، وتخشوا حتى من تصريح يفسر هذا التراجع وأسبابه ومبرراته؟!

أصابكم الهلع على ثرواتكم واحتكار امتيازات الجنسية، تخشون على “هويتكم” المتعالية، وما شاء الله على هذه الهوية التي غيّرت مجرى التاريخ الإنساني، ماذا ستفعلون إذا ذهبت هذه “الامتيازات” أدراج الرياح لو خسف بأسعار النفط، أو رهن نفطكم كله من أجل صفقة سلاح أو دُفِع ثمناً مقدماً لعقد حماية للنظام مع الحامي الأميركي؟! ماذا سيبقى لكم، أو من سيبقى منكم هنا؟!