أصبحت رؤية سيدة خلف مقود السيارة عند الإشارة الضوئية بجانبك أو سيدة توصل أبناءها الى المدرسة كل صباح أمرا ألفته العين في شوارع المملكة العربية السعودية بعد مرور عام على بدء تنفيذ قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القاضي بالسماح للمرأة بقيادة المركبات.

وكانت رؤية امرأة تقود السيارة في بدايات تنفيذ القرار الذي صدر في 26 سبتمبر 2017 وتم تنفيذه في 24 يونيو 2018 تشد الانتباه وتجبر العيون على الالتفات بعد سنوات من المنع بينما أصبحت اليوم أمرا عاديا مع ازدياد عدد قائدات المركبات بشكل كبير خاصة في المدن الكبيرة في حين أن الأعداد لا تزال أقل بالمناطق الصغيرة والقرى بأنحاء المملكة.
وواكب تنفيذ القرار عدد من التغيرات والتجهيزات في نواح مختلفة مثل الإعلانات التجارية التي تحاول جذب المرأة خاصة أنها سوق واعدة مع الأعداد الكبيرة المتقدمة الى مدارس تدريب القيادة للنساء والمقدرة بعشرات الآلاف في المدارس المختلفة.
من جهتها قامت وكالات وورش إصلاح السيارات باستحداث استراحات خاصة بالنساء وذلك للعمل على توفير الراحة لعميلاتها فيما تعد رؤية السيدات في محطات غسيل السيارات وتبديل الزيوت وخدمات السيارات أمرا عاديا كغيرهن من السائقين.
وعن هذا الموضوع قال صاحب ورشة لإصلاح السيارات مشعل التميمي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاحد ان عدد السيدات اللاتي يأتين للورشة مقبول وتصل نسبتهن الى خمسة بالمئة من مجمل العملاء وهي نسبة جيدة نظرا لطبيعة المرأة وطبيعة عمل الورشات وكذلك لحداثة تطبيق القرار كونه في سنته الاولى.
واضاف التميمي “وضعنا في الورشة خطة لتخصيص استراحة للنساء وتهيئة المكان لكي يناسب النساء ويكون مريحا لهن في ظل تزايد أعداد قائدات السيارات والمركبات”.
من ناحيته قال المواطن حمود ساير ل(كونا) ان قيادة المرأة للسيارة أصبحت منتشرة في المدن الكبيرة بعدد أكثر مما هي في المدن الصغيرة او القرى وذلك لأسباب عدة منها كبر حجم المنطقة وتباعد موقع عمل الزوج او الأب عن موقع عمل او جامعة الزوجة او البنت او الأخت وكذلك الازدحام المروري الذي يتطلب وقتا طويلا للوصول الى مقر العمل او الدراسة وصعوبة ان يقوم الرجل بإيصال قريبته بعكس القرى والمدن الصغيرة.
واضاف ساير ان تكلفة المواصلات المرتفعة على النساء في السابق باستخدام سيارات الأجرة او شركات التوصيل او استخدام السائق المنزلي دفعت العديد من النساء الى تعلم القيادة واستخراج رخصة وهو اقل تكلفة واكثر اختصارا للوقت واسهل في التنقل.
من جهتها قالت المواطنة موضي علي ل(كونا) ان المجتمع متقبل لقيادة المرأة الامر الذي بات أمرا اعتياديا مشيرة الى انها كسائقة للسيارة كانت في البداية متخوفة من ردة فعل المجتمع ولكنها جاءت بشكل جيد مع مرور الوقت.
وبينت انها لم تواجه اي صعوبات خلال قيادتها للسيارة في السنة الماضية الا عدم التزام البعض بقوانين المرور وهو امر طبيعي وقلة الأماكن المخصصة للنساء رغم طلب المسؤولين تخصيص ذلك خاصة في اماكن العمل.
وأفادت بأنها جربت القيادة بين المدن مع عائلتها ورأت انها خطوة مقبولة سواء من مرتادي الطرق او من العاملين في المحطات بين المدن.
بدورها قالت المواطنة رزان محمد في تصريح مماثل ان أعداد اللاتي يقدن السيارة في المملكة ليست بالقليلة وأصبحت قيادة المرأة منتشرة عددا وثقافة وذلك بتقبل كبير من المجتمع لكونها اكثر راحة وأمانا وأقل تكلفة على النساء.
وبينت ان من أسباب زيادة أعداد النساء قائدات المركبات هو أن عددا كبيرا منهن يحمل رخص قيادة من خارج المملكة ولسهولة وسرعة استبدال الرخص من خارج المملكة بأخرى سعودية ما له من دور كبير في انطلاق وتطبيق القرار بشكل واسع وهو ما تم من خلال منصات التواصل الاجتماعي في اول يوم لتطبيق القرار.
واوضحت انها لم تواجه اي صعوبات تذكر في قيادتها للسيارة في المملكة لافتة الى استعدادها لقيادة السيارة بين المدن او حتى للسفر خارج المملكة.
وقامت وزارة النقل السعودية والإدارة العامة للمرور بمديرية الأمن العام السعودي بنشر لوحات إرشادية تخاطب السيدات على الطرق السريعة وطرق السفر بين المدن.
وكانت احدى اكبر شركات توفير خدمات التوصيل الشخصية اتاحت الفرصة لسائقات السيارات للعمل معها كسائقات في السعودية كما أعلنت عن ميزة تسمح للسائقات بتفضيل الراكبات الإناث فقط وتم إطلاق هذه الخدمة في المملكة فقط لتكون الأولى من نوعها في هذه الشركة.
وبعد سنة من تنفيذ القرار بالسماح للنساء بقيادة المركبات في المملكة العربية السعودية نجد ان هناك قائمة طويلة من النساء اللاتي ينتظرن دورهن في الحصول على التدريب لقيادة السيارات واستخراج رخصة القيادة وهو ما يوضح مدى انتشار وتقبل هذه الفكرة في أوساط المجتمع السعودي. (النهاية) م د م / ر ج