أقلامهم

جناية الفاشينستات على أنفسهن!

ختمت مقالي السابق المعنون بـ«الفاشينستات… مؤهلات ومهارات» بأن تكملة الحديث ستكون «جناية الفاشينستات على أنفسهن»، ومن جميل الأقدار أن جريدة «الراي» عدد أمس الثلاثاء 2019/‏‏7/‏‏2 نشرت تصريحاً لوكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الرقابة الدوائية والغذائية الدكتور عبدالله البدر عن إحالة مجموعة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي (الفاشينستات) إلى النيابة العامة، لإعلانهن عن منتجات صحية غير مرخص الإعلان عنها من الوزارة، لكن الخبر يخص جنايتهن على المجتمع وهو موضوع مقال لاحق.
في هذا المقال نسلط الضوء على ما تلحقه الفاشينستات من أضرار بأنفسهن وأسرهن ومحيطهن الاجتماعي، والناصح يحب الخير للجميع، والنقد وإن كان صريحاً يتضمن التحذير للمنقود ليتجنب طريق الغلط، الذي يسلكه والأخطاء المعلنة ذات الآثار السلبية تستلزم إنكاراً معلناً.
الأستاذ ياسر الحزيمي صاحب كتاب (الشخصية القوية)، تحدث عن هوس الشهرة في كتابه هذا، وأيضاً في مقاطع الفيديو الموجودة على اليوتيوب، متحدثاً عن مصطلحات عدة تختصر الآفات التي تصيب الذات المبتلاة بهوس الشهرة ومنها:
(الاعتراف الخارجي) مثبتاً أن المشاهير يصبح لديهم حالة من فقدان الاعتراف بالهوية، من خلال الاعتماد على الاعتراف الخارجي بالاستغناء عن الانسجام والتوافق الداخلي، بمعنى أن عدد اللايكات والمتابعين والأرقام هي التي تحدد قيمته ومعاييره، فيصبح الإنسان وكأنه بالون يسرب الهواء، وبهذا ينقص قدره وحجمه، فهو يحتاج إلى نفخ مستمر من الخارج ليشعر بحجمه، ويكبر من خلال الآخرين.
وهذا الإنسان الأسير للخارج – الذي يتكئ على دعم الآخرين له ويعتاد عليه – مستعد لأن يتنازل عن كل شيء يمكن أن يجعله يخسر الصورة الخارجية، ومن ثمّ يبدأ يتنازل عن أوقاته وعن واجباته وعن قيمه وعن قناعاته، وبعد ذلك عن مبادئه الكبرى.
ويتكلم الأستاذ ياسر الحزيمي عن مصطلحين آخرين يختصر فيهما آفات أخرى وجنايات يرتكبها المشاهير في حقّ أنفسهم، ومن ذلك مصطلح «الرقم الاجتماعي» ومصطلح «الصعلكة» وليس بخافٍ عليكم أن للفاشينستات من آفة (الاعتراف الخارجي) و (الرقم الاجتماعي) و (الصعلكة) حظاً وافراً.
وإلى المقال المقبل بإذن الله.

@mh_awadi