أكد وزير المالية الكويتي الدكتور نايف الحجرف إيمان الحكومة بالمؤسسة التشريعية وتعاونها معها وذلك من خلال الالتزام بالأصول البرلمانية التي نص عليها الدستور مشددا على ان هذا الإيمان “يسمو فوق كل ما نواجهه من ضغوط أيا كانت”.
وقال الوزير الحجرف في كلمة له عقب موافقة مجلس الأمة في جلسته الخاصة على تجديد الثقة به ان “تجربة الاستجواب الأخيرة عكست عدة مظاهر لا بد من التوقف عندها لإعادة التفكير جديا بإيجاد حلول نلتف حولها جميعا”.
وأضاف “نتفق جميعا على الدفاع عن مؤسسات الدولة فالجميع أعضاء مجلس الأمة حكومة ونوابا يعلمون ويضعون نصب أعينهم جميعها هدفا واحدا ساميا هو مصلحة الكويت العليا”.
وبين انه “من الواجب علي الإشارة إلى ان انحراف النقاش قد يهدد استقرار هذه المؤسسات عن طريق دخولها طرفا في عملية التجاذب السياسي والتي يجب ان ندافع جميعا عنها ونبقيها بعيدا عن أي مساومة”.
وأوضح ان “ما استوقفه خلال الفترة الماضية هو حجم الحملات المضللة التي ظهرت من خلال عدة منصات إعلامية ومواقع للتواصل الاجتماعي قادت حملة تشويه شرسة وضاربة ضد تشريعات وقوانين صيغت وأقرت تحت هذه القبة وتحت مرأى ومسمع ومشاركة العديد من النواب الحاليين والسابقين”.
وأضاف ان هذه الحملات “أدت إلى اثارة العديد من المفاهيم المغلوطة واتساع دائرة الشك وانخفاض معدلات الثقة بهذه المؤسسات لدى العديد من العامة”.
وبين انه “مما لا شك فيه أن مثل هذه الحملات المضللة لا تعود على مؤسساتنا الثابتة بأي فائدة ولا يرضاها أي منكم فهذه المؤسسات ليست ملكا لوزير بل هي ملك للشعب الكويتي وعليه فإنني وفي هذا اليوم أوجه دعوة صريحة مفتوحة من القلب إليكم جميعا بمد يد التعاون معنا لتعزيز الثقة والاستقرار في هذه المؤسسات”.
وأضاف ان ذلك يجب أن يأتي حرصا منكم ومنا على دعم العاملين فيها وتسديد خطاهم نحو النهوض بأعمالهم وخدماتهم الى ما نتطلع اليه من أهداف وتطور تعود بالنفع والخير على العباد والبلاد.
وأفاد ان “هناك من اختار الوقوف بين الأمس واليوم ولكننا آثرنا أن نكون رجالا نتطلع إلى المستقبل نجمع ولا نفرق نوحد ولا نشتت نعلو سويا ولا ننزلق نتسامى لأجل الكويت ولكي تبقى الكويت بلد الجميع التي لم ولن نضعها يوما محلا للمساومة”.
وأعرب عن خالص الشكر والتقدير لسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وللوزراء على دعمهم و مساندتهم داعيا الباري عز وجل أن يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه تحت ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه.
ووجه الشكر لنواب مجلس الأمة على تجديدهم الثقة به للمرة الثانية خلال أقل من شهر واحد مؤكدا ان هذه الثقة تحمله “أمانة تعكس في باطنها انتصارا كبيرا ليس لشخصي بل انتصار لنهجنا الديمقراطي الذي اختار ممثلي الأمة من خلاله الانتصار للحق والحقيقة”.
كما تقدم بالشكر إلى “كل من اختار فروسية المواجهة الدستورية ولكل من اختار حجب الثقة ففي عملنا الديمقراطي لا وجود لمنتصر أو خاسر ولا وجود لعداوة أو بغضاء بل ننعم في هذه الأرض الطيبة بنعمة الديمقراطية التي ارتضيناها حكما وورثناها منهجا ونصونها دوما ما حيينا”.