في ظني ..ولا أقول في يقيني ..أن الكويتي هو الناخب الوحيد على مستوى العالم الذي لا يحتار في إختيار من يمثله في البرلمان ..بل ربما يكون قد إختاره بالفعل حتى قبل فتح باب الترشيح .
في حين أنه هو نفسه حين يدخل إلى أي مطعم ويقدم له قائمة الطعام ” المنيو ” يحتار كثيرا وعيناه تتقلبان في أصناف الطعام وينادي على الجرسون ” النادل ” ويستفسر ويسأل عن مكونات بعض الأصناف التي وقف عندها ..مم تتكون وكيف تطبخ ثم يطلب منه مزيدا من الوقت ليفكر أكثر قبل أن يستقر على رأي .
وحينما يدخل إلى لجنة الإقتراع في يوم الإنتخابات لا يستغرق منه وضع علامة صح أمام مرشحه سوى ثوان لانه كما أوضحنا يكون قد حدد إختياره منذ فتره طويلة .
والسبب واضح ولا يحتاج إلى محللين سياسيين ولا علماء نفس لتفسير الظاهرة ..فنحن كشعب يعشق الإنتخابات و يكره الديمقراطية ..يميزنا كشعب أننا أسرى وسجناء العصبيات القبلية والطائفية والفئوية ..ومنحنا عقولنا إجازة مفتوحة ثم أجبرناها على الإستقالة ..فكيف يفكر من إستقال عقله في ميدان إختيار ممثله في البرلمان ..ويشغله ( العقل ) في ميدان الأكل .
..البطن ..الوطن ..
الفرق ليس في حرف الواو
الفرق ..جدا خطير ..يبني ويهدم
بلد وأجيال
أضف تعليق