أقلامهم

لنستبدل الشعب!

الشعب هو المتسبب بكل المشاكل والمصائب في البلد… الفساد كله بسبب الشعب… تعطل التنمية بسبب الشعب… تردي التعليم والخدمات الصحية لا يوجد غير الشعب نلومه… الأزمة الاقتصادية والعجز بميزانية الدولة بالتأكيد الشعب هو سببها…!

بالتأكيد هذه ليست قناعتي ولكن هذا ما سمعته خلال نقاشات وحوارات عدة مع أشخاص كُثر سواء من المحيط الأسري الصغير أو العائلي الواسع أو محيط الأصدقاء أو حتى الدواوين، فالشعب هو السبب الرئيسي للفساد بنظرهم لأن المواطنين لا يلتزمون بعملهم ولا ينجزون، كما أنهم يستخدمون الواسطة لإنجاز معاملاتهم غير القانونية، ولا ننسى استخدامهم للإجازات المرضية للسفر أو للراحة في البيت على حساب العمل؛ وبالتأكيد المرتشون هم مواطنون من الشعب وليسوا وافدين… فمن غير الشعب نلومه على الفساد؟

هذا الشعب هو من يطالب بالكوادر وزيادة الرواتب ويرفض البديل الإستراتيجي ويرفض الضرائب والوثيقة الاقتصادية، ولا يريد أن يقدم أي تنازل لمصلحة وطنه، فهل هناك من نلومه على العجز في موازنة الدولة غير الشعب؟

وبالتأكيد لا ننسى المظاهرات والتخريب والبلبلة التي يقوم بها أبناء الشعب بين فترة وأخرى للمطالبة بأمور كالديموقراطية أو محاربة الفساد، أليسوا هم من يختاروا النواب؟ وهم المسؤولون الرئيسيون عن مخرجات الانتخابات؟ ألا يفهمون أنهم بمظاهراتهم يعرضون البلد لمخاطر خارجية تهدد الأمن والأمان؟

أمام كل هذه المشاكل والاستنتاجات والأفكار جلست أفكر، ما الحل؟

هل سينفع لو أننا استكملنا النظام الديموقراطي وأتينا ببرلمان متجانس من خلال اختيار قوائم وليس أفراداً بحيث تقوده أغلبية اختارها الشعب حسب طرحها لبرنامج وخطة عمل وليس حسب الانتماء القبلي أو الطائفي؟

…هل سيصلح الحال لو أننا أوقفنا الهدر في موارد الدولة من خلال محاربة التنفيع الذي استنزف ميزانيتها كالمناقصات المليونية على مشاريع لا ترى النور أو مكافآت لمسؤولين لا يميزهم سوى العامل الجيني؟… هل سيكون من العدل أن توضع ضريبة تصاعدية على مستوى الدخل فلا يدفع المواطن البسيط ضريبة متساوية مع من دخله اليومي مئات الآلاف؟… هل سنتطور لو قمنا بإصلاح النظام التعليمي ودعم البحث العلمي وتعديل المناهج الدراسية وتطوير المنشآت التعليمية بحيث تواكب الدول المتقدمة؟… وماذا لو اهتممنا بالنظام الصحي وطورنا مستشفياتنا واستثمرنا بأطبائنا وأوقفنا سياحة العلاج بالخارج، ألن يكون هذا مفيداً؟

كل هذه الأسئلة سألتها لنفسي بعد تلك الحوارات ولم أجد أنها ترضي من يؤمن بأن الشعب هو سبب المشاكل، لذلك لم أجد حلاً منطقياً للمشكلة، فلا حل سيرضيهم إلا أن نستبدل الشعب ونأتي بشعب جديد.