أقلامهم

إيران بعدما أفسدها الدهر

معظم عرب الخليج يكرهون الرئيس الأميركي ترامب؛ بسبب تصريحاته الاستفزازية للعرب والمسلمين، خصوصاً عندما يطالب دول الخليج بسداد فواتير التواجد الأميركي في الخليج؛ بدعوى حمايته أنظمته من الانهيار! لكن عرب الخليج هؤلاء يرفعون أيادي التضرّع لله تعالى لإطالة عمر العم ترامب أياماً مديدة وسنين عديدة، كلما تحدث بلهجة عدائية مع إيران! نعم، ما زال بعضنا يعتقد أن أميركا ممكن أن تُحجِّم إيران وتحد من توسّعها العدائي على حساب العراق وسوريا ودول الخليج! وهذا كلام غير صحيح؛ فالتاريخ أثبت أنه كلما تكلم الرئيس الأميركي بمعاقبة إيران في العلن، كانت سياسته خلف الكواليس بخلاف ذلك، وقد حدث ذلك مع ريغان وبوش وكلينتون وأوباما.. وآخرين.

كما أن إيران اليوم خطت خطوات متقدمة في احتلال الأرض والسيطرة على القرار فيها، كما هي الحال في سوريا والعراق، وها هي تهدد الكويت والبحرين، من خلال عملائها في البصرة وأم قصر والبحرين، وهي تهديدات لا توحي بأي استعداد عندها لمراعاة حسن الجوار واحترام الحدود الدولية والعيش بسلام مع جيرانها!
لذلك؛ من يفكر في أن تهديدات ترامب ستردع إيران وتحد من طموحها وأطماعها في مياه الخليج الدافئة، فهو غلطان. كما هي الحال فيمن يعتقد أن العبادي أو المالكي ممكن أن يمارس سياسة معتدلة ومنصفة معنا في الكويت! فكلاهما وجهان لعملة واحدة، اسمها إيران، وهي التي تؤثر في سياستهما؛ وفقاً لأجندتها وليس وفقاً لمصلحة بلدهما!

بقي أن أعلن استغرابي من بعض الزملاء الكويتيين الذين لم ينتفضوا للدفاع عن استقلال تراب الوطن وهم يستمعون إلى أحدهم في البصرة يطالب بخور عبدالله للعراق، بينما يجيدون الاعتراض على من يقاتل فيلق بدر في حلب من أبناء الخليج! وكلنا نعرف أن هناك اتفاقيات دولية أممية ترسم الحدود بين البلدين واتفاقية أخرى تعالج حرية الملاحة بين الكويت والعراق، وأن كل هذه المطالبات الجائرة ما هي إلا جزء من معركة انتخابية بين الأطراف المتنافسة في العراق. لكن ـــ للأسف ـــ الجميع هناك ينافس الآخرين على مدى كرهه للكويت، واعتبارها جزءاً من العراق!

لذلك؛ من يظن أن تهديدات ترامب لإيران ستجعل ساستها يرجعون إلى رشدهم ويتحررون من هذه النفسية العدائية تجاه دول الخليج، فهذا مضيع الطريق، وإيران أصبحت لها عقيدة تجاه جيرانها لا يمكن تنصلح معها الأمور. إيران مشكلتها الداخل، ولا يُصلح العطار ما أفسده الدهر!
* * *
• عيب:
انتشرت في الأيام الأخيرة ظاهرة نشر أخبار الخلافات الزوجية في الصحافة، وتناقلها على علاتها في وسائل التواصل الاجتماعي من دون التحقق من تفاصيلها، وهذه ظاهرة جديدة تنم عن سوء خلق وقلة أدب من يتناولها من دون التحقق منها، وعندما نصل إلى مناقشة الخلافات الزوجية في «تويتر»، فهذا انحدار أخلاقي خطير وتشويه متعمد لأشخاص اضطرتهم ظروفهم الى الاتجاه للمحاكم، لحسم خلافاتهم العائلية؛ لذلك أتمنى أن نترفّع عن سقط القول ونحفظ أقلامنا من الخوض فيها!