كتاب سبر

بعد القاعدة وداعش .. الوهابية قادمة !!

“الوهابية” تنسب إلى دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-، وكان لهذه الدعوة الفضل بعد الله في إزالة مظاهر الشرك من الجزيرة العربية ، كالطواف حول القبور والتوسل للأموات… كانت دعوة محمد بن عبدالوهاب ترتكز على الكتاب والسنة ، وكان لابن تيمية أثر واضح في هذه الدعوة .. فدعوة محمد بن عبدالوهاب مثل أي دعوة يكون لها مريدون ، بعضهم ينشرها بصورة حسنة، وبعضهم ينشرها بصورة سيئة .. وأما كلمة “الوهابية” وكأن الشيخ محمد بن عبدالوهاب جاء بدين جديد أو مذهب مستقل لوحده، فهذا والله بهتان عظيم.

لم نكن نسمع بكلمة “الوهابية” إلا من إيران وأذنابها، ولم يكن لصوتهم صدى في العالم العربي والإسلامي… ولكن بعد انقلاب مصر وبعد خمس سنوات من الثورة السورية، أصبحنا نسمع كثيرا كلمة “الوهابية” وقد بدأت بالانتقاد على استحياء ثم الطعن علنا !.. هذا الطعن ظهر على لسان وبنان كتّاب وأدباء ومفكرين عرب، من الخليج ومصر وسوريا والعراق ومن ثم قرأنا وسمعنا الغرب يرددها من خلال الصحافة ومن خلال المسؤولين في أمريكا وأوروبا !

وقريبًا جدًا ستكون “الوهابية” ، هي التهمة الغربية الجديدة التي ستعم العالم العربي والإسلامي، بعد تهمتي القاعدة وداعش.. وستكون “الوهابية” هي الحجة الجديدة للغرب في قتل المسلمين بتهمة “وهابي” ! .. ولكن قبل التحدث عن الغرب، فلنتحدث عن العرب الذين سوقوا لهذه التهمة دون أن يدركوا بأن الغرب سيتحجج بها مستقبلا في قتل المسلمين .. فالدعاة والمشايخ العرب، بعضهم وصم داعش تلك الجماعة التكفيرية بـ “الوهابية” !، وبعضهم يلمز الفصائل الجهادية التي تبلي بلاءً حسنا في المعارك ضد النظام السوري وإيران وروسيا بـ “الوهابية” ! .. وفي نفس الوقت تجدهم يثنون على المشايخ ابن باز وابن عثيمين -رحمهما الله- وكأنهما لم يدرسان من كتب الشيخ محمد بن الوهاب !.

نحن نعلم بأن من يردد كلمة الوهابية هم غلاة الصوفية والقبورية وغيرهم من الغلاة، لأنها تكشف معتقدهم ، ولكن هناك البعض من العرب ومن سوريا ليسوا من الغلاة الذين ذكرنا وهم دعاة ومشايخ ، ولكنهم أصبحوا يكررون هذه الكلمة في الآونة الأخيرة لخلاف مع بعض الفصائل زائد أن هناك من يبني آمال بالمشاركة في حكومة مستقلبة بعد الإطاحة ببشار -أو مع بشار- وهؤلاء يهمهم جدا وصم تلك الفصائل بالوهابية سعيا لإسقاطها !.

والسؤال هنا: هل تصبح كلمة “الوهابية” تهمة مثلها مثل تهمة القاعدة وداعش، ومن ثم يصاحبها ضغط كبير على العلماء والدعاة في السعودية خصوصا للتخلي عن بعض الآيات والأحاديث واستبدالها بالليونة الكاملة في الدين ويكون الإرجاء الكامل هو المسيطر ؟ … هل تكون محاربة “الوهابية” هو المسار الجديد للغرب في المنطقة وخصوصا أن هناك من العرب من يمهد هذا المسار للغرب من خلال جعل الوهابية إرهاب جديد يهدد العالم سواء علموا بذلك أو جهلوا ؟!!

بقلم / سلطان بن خميّس

تعليق واحد

  • تو الناس تهقي فنون جستا خطوه حق إيش. وتهقي الحمله ضد الهيئة حق ايش؟
    والان بعد الحمله ضد قطر بانها داعم الإرهاب تكلمت بريطانيا وقالت ان كل الإرهاب يصدر من المساجد والمدارس اللي تمول من السعوديه

أضغط هنا لإضافة تعليق