عربي وعالمي

واشنطن بوست: دعم #ترمب أنظمة استبدادية إستراتيجية سيئة

أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى السياسة الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقالت إن دعمه الأنظمة الاستبدادية يعدّ أمرا سيئا، لأن هذه الإستراتيجية تهمل الاهتمام بالشعوب التي تعاني جراء الاضطهاد.
فقد نشرت الصحيفة مقالا للكاتب مايكل غيرسون قال فيه إن السياسة الخارجية للرئيس ترمب المبنية على نظرية “أميركا أولا” قد عفا عليها الزمن، وأوضح أنه في ظل هذا النوع من السياسة، فإن إلحاق الهزيمة بالإرهاب يتطلب تعاون قادة الشرق الأوسط، من دون إبداء الاهتمام بمدى تفشي القمع في المنطقة.

وأشار الكاتب إلى أن ترمب قام بتسهيل هذا النهج من السياسة عندما أثنى على بعض القادة المستبدين مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأضاف أن سبب هذا التسهيل من جانب ترمب يعود لكونه مولعا بالاستبدادية.
وأضاف أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى توسيع نطاق مصالح الولايات المتحدة في عالم خطير، وأشار إلى أن هذا النهج من السياسة الخارجية يؤمن بإمكانية الحفاظ على الأنظمة القمعية إلى أجل غير مسمى، وذلك شريطة ألا تقوم قوى خارجية بزعزعة استقرارها.
واستدرك بأن زعزعة استقرار هذه الحكومات القمعية يكون من الداخل، فهذه الحكومات تمنع حرية الاختيار وتمنع تداول السلطة، التي تعد مصدر النجاح الاقتصادي والاجتماعي في العالم الحديث.

قمع واستياء
وأضاف أن احتكار السلطة يشجع المحسوبية والفساد والاستياء والسخط، وقال إنه يمكن للأنظمة الاستبدادية النجاح فترة من الوقت، وذلك عن طريق تغذية كراهية الأعداء الحقيقيين والخياليين، ولكن هذا طريق الغطرسة والتمرد.

وقال إنه في المجتمعات التي ينتشر فيها الاستبداد يُظهر البعض شيئا من المعارضة والمطالبة بالحقوق، ولكن غالبا ينتهي بهم المطاف في السجن أو الإقامة الجبرية.

وأضاف أن هذه هي الفئة التي يبدو أن ترمب يعتزم خيانتها وتثبيطها وعدم تشجيعها. وبهذا تكون الرسالة هي أن الولايات المتحدة تفضل رأي الأنظمة الاستبدادية على كرامة وحرية الشعوب، وأن هذا يتسبب في استياء لدى الشعوب بشكل لا ينسى.

وقال الكاتب إن الشرق الأوسط لا يعد مستثنى من هذه القاعدة، وأضاف أن عقودا من الحكم العسكري في مصر أدت إلى سوء إدارة الاقتصاد المختل وإلى إضعاف جميع أشكال السلطة السياسية.

ثورة مصرية
وقال إنه عندما اندلعت الثورة في مصر كانت المؤسسات والاتجاهات الديمقراطية ضعيفة جدا، بحيث لا يمكن توطيد نظام جديد أكثر ديمقراطية، وأضاف أن الولايات المتحدة لم تحدد توقيت الثورة المصرية، ولن تتحكم في توقيت الثورة المقبلة.

وتساءل ما الذي تفعله الولايات المتحدة الآن من أجل تشجيع الإصلاحات في مصر وتشجيع المؤسسات التي من شأنها أن تجعل عملية انتقال أو تحوّل مصر ناجحة؟

وقال إن لدينا وسائل محدودة، ولكن أولئك الذين يعتقدون بأن ظاهرة “السيسية” ستكون دائمة إنما هم يعيشون في عالم الخيال.

وأضاف أن الولايات المتحدة قد تجد مصالح مشتركة مع الحكومات القمعية وغير العادلة، لكن من مصلحتنا القومية أيضا أن نتبنى سياسة تحافظ على المعارضة وعلى قادة المستقبل.