كتاب سبر

“نقد المعلم قبل البداية”

الكل اخذ يدلوا بدلوه لينتقد المعلم ، أو يطرح عليه بعض التوصيات أو التوجيهات ، وكأنهم بهذه اللذعات ، والتي هي مقدمة له قبل البداية ، أي عليك أن تنتبه ايها المعلم ، فوقك رئيس ومدراء ، وهناك تحقيق ، وبعدها مخفر .
رفقاً بالمعلم ،،
لقد كنتم يوماً ما تلاميذاً له ، تأخذون عنه العلم والاخلاق والسلوك والصبر والرحمة ، ثم يقف معك حتى يمنحك شهادة التخرج لتنطلق الى الحياة العملية ، ثم بعدها تعود لتنقلب على المعلم بإنتقاداتك المتكررة واللاذع .
هل نسيتم فضائل المعلم على كل المجتمعات ؟!
هل نسيتم ام تناسيتم شقاوتكم وتمردكم ونسيانكم للكتب والاقلام والواجبات ، هل نسيتم يوم أن رسبتم في الإختبارات ، ثم لجأتم إليه بعد الله ليأخذ بيدكم من زميل له الى زميل يتوسلهم اليكم ليساعدكم ؟!
هل نسيتم بأن هناك فرق بين الذي يعمل في مكتبه وهو جالس عليه ؟! وبين من يعمل وقوفا على قدميه مدار العام ؟!
ما الذي جرى الان الكل ينتقد المعلم وكأنه مجرم دموي ، يضرب الطلاب ويعذبهم ؟!
لماذا نسيتم كل ما هو جميل في المعلم ، وتوقفتم عند نقده وتصويره بأنه ، رجل بصورة إفعل ولا تفعل وسوف وإلاّ ؟!
رفقاً بالمعلم ،،
قد لايصبر الاباء على ابنائهم يوما واحد في رحلة ترفيهية ؟!
وتناسيتم بأن المعلم مع الطالب عالم دراسي كامل ، يعاملهم بروح الابوة والعدل والمساواة .
حذاري من النقد الهدام والمُحبِط له ، حتى لاتكونوا سبباً في عزوف المعلمين عن مهنة التعليم .
سؤال يطرح نفسه على الجميع ؟
من خرّج القادة ، والاطباء والمهندسين والضباط والدكاترة ؟!
بل من الذي يصنع مجتمعاً كاملاً ؟!
أليس هو المعلم .
كان الاجدر بالجميع ألاّتنسوا هذا البيت الذي وصف حال المعلم لمن يقدر مكانة المعلم ؟!
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولاً .
ختاماً :
تحية إجلال وتقدير ، لكل معلم ومعلمه ، انطلقوا غداً غير ملتفتين إلى نقد من يعجز بأن يكون مثلكم ، انطلقوا إلى غداً الى صناعة العقول وصقلها ، انطلقوا غداً الى التربية والتعليم والغرس .
ازداد شرفاً بأني منكم واليكم
مفتخراً بمهنتي ورسالتي التربوية والتعليمية
مع دعائي لابنائنا الطلبة بالتوفيق والسداد والنجاح
وللمعلمين بالصبر والاجر .