كتاب سبر

لتتضامن الحكومة مع وزير الأشغال في الاستقالة!

وكأننا كنّا ننتظر تلك الأمطار الغزيرة التي غرقت من جرائها الكويت حتى نعرف إهمال وسوء إدارة وزارة الاشغال للبلد وبماذا انشغلت الأشغال عن الدولة والشعب ؟!.

بالنسبة لي كنت أمهد لكتابة مقال عن الوزارة نفسها قبل هطول تلك الأمطار ، فشوارع الكويت كانت ومازالت عبارة عن حُفر عميقة وكأنها “دبايّة” في البر ولكن على شكل أسفلت … فكم سيارة تضررت من تلك الحفر ولا حياة لمن تنادي !… قبل كم سنة اشتكى الكويتيون من تطاير الحصى في الشوارع مما أدى إلى تحطيم زجاج السيارات وترك ندوب في أجزاء من السيارة، ناهيك عن شارع المطافي في المنقف الأسفلتي “المُبَقّع” بكونكريت وترى السيارات تتمايل وتصعد وتنزل وهي تسير عليه !… ناهيك عن الدوارات التي ذهبت مناقصاتها هباء منثورا ولم يستفد منها سوى التاجر وشركته !… دوار (المنقف & الصباحية) الذي تسبب بزحمة كانت المنطقتين في غنى عنها .. دوار فهد الأحمد والصباحية الصغير والذي يربط بين المنطقتين وبين طريق الملك فهد السريع وطريق الملك عبدالعزيز السريع، تتكدس حوله السيارات يوميًا من الساعة 7 صباحًا إلى الساعة 11 مساءً… وهذا السوء الإداري فقط في محافظة الأحمدي فكيف ببقية المحافظات ؟!.

سوء وزارة الأشغال ليس مرتبطا بوزيرها الذي قدم استقالته بعد فشل الوزارة في التعامل مع الأمطار الغزيرة، بل هي تركة من الفساد الإداري يتحملها كل وزير ووكيل وزارة جاء ورحل من تلك الوزارة .. فمن المضحك أن نحملها للوزير المستقيل لوحده بل تتحملها معه الحكومة ورئيسها الذي لم نرَ منه التفاتة لتلك الوزارة وغيرها من الوزارات وإنما كلها ردّات فعل تأتي بعد كل سوء إداري يتضرر منه الشعب، ولن ننتظر منه بوادر إصلاح كما الذين من قبله، ولا أظن أننا سنراها في الذي بعده.

نقطة مهمة:

دائما في كل استجواب يقدم إلى وزير في الحكومة، نرى الحكومة كلها تهرول للتضامن معه .. فلماذا لا تتضامن الحكومة ورئيسها هذه المرة مع وزير الأشغال الذي قدم استقالته وتقدم استقالتها معه ؟

سلطان بن خميّس