كتاب سبر

الفقي على مقابر سوريا

… جئت تطلب دعما أم جئت تمنح (البعث) دعما، ولم أصدق الخبر إلا بعد وروده بتوقيع وكالة أنباء الشرق الأوسط  وقد تناقلت الأخبار نبأ زيارة مصطفى الفقي لبشار، طمعا في دعم سوريا وحشدا للمساندة في ترشيحه لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، ولم نأخذ من الجامعة العربية سوى الاجتماعات الفارغة والتصريحات الخائبة، وإضفاء الشرعية على منزوعي الأهلية، وقبل الفقي سكت عمرو موسى عما يحدث في درعا وبانياس، فقلنا هو قد ولى وجهه شطر قصر القبة وآذن بالتفرغ لحملته الرئاسية، لكن أن تأتينا تلك الطامة الكبرى ونرى مصطفى الفقي في أحضان سفاحين يقتلون الأطفال بالمدرعات ويحرقون الشباب بالمسجد العمري، وأن يرجو الفقي الشرعية عند من لا شرعية له، فتلك لا يمكن السكوت عنها، ولا ينفع معها الاكتفاء بوقوف الفقي في وجه مبارك وهو على بعد أسبوعين من رحيله، بل إن ذلك قد يجعلنا نفتش في دفاترنا القديمة، ونسرح إلى محافظة البحيرة الرائعة التي ذاقت تزوير الانتخابات بالصوت وبالصورة وبحكم القضاء ،ونغني سويا أغنية اسمها المستشارة نهى الزيني، فنحن لم ننس بعد يا دكتور مصطفى دخولك مجلس الشعب عن الحزب الوطني بالتزوير. مع أنك تحاول دائما إثبات أنك رجل حر وسياسي محترم ،ويجوع السياسي ولا يأكل من مائدة بشار الأسد التي تفوح منها رائحة اللحم البشري المشوي والمحترق بقذائف جيش نظام البعث.

و قد وأشار الفقي  “إلى أن ترشيح مصر لمنصب الأمين العام للجامعة العربية في ظل الظروف التي تمر بها حاليا يشكل إحياء لدور مصر العربي وأن لكل دولة الحق في أن تتقدم بمرشح يمثلها”..

يعني استجداء دعم سوريا إحياء لدور مصر العربي، فليذهب إذن الدور العربي الذي يسكت عن مذابح الشعوب إلى شرم الشيخ.

ومصر يا دكتور أكبر من أي منصب عربي، ناهيك أن هذا المنصب فشل فيه سابقوك وهو منصب (فقي) يقرأ فوق مقابر صدقة، لا الأموات يرضيهم صوته، ولا يأخذ منهم غير الشتيمة ووعود ببدل السفر.

ولو خيرت بين الفقي وبين المرشح القطري أو الجزائري فسأختار إلغاء جامعة الدول التي صمتت أمام مجازر البعث.

 ثم ما المشكلة لو ذهب المنصب لغير مصر، فمصرنا أكبر وأعظم  بغير منصب فاشل  وعندنا المثل الرائع  للحسرة على ما لا فائدة منه  “اللي خدته القرعة تاخده أم الشعور” والجنازة حارة والرحلة مكوكية والميت جامعة عربية.

واعذرني يا دكتور يا من سعدنا بتصريحاته ولقاءاته التلفزيونية أثناء الثورة، وأغلقنا أعيننا عن ماض يلاحقه ويشير إليه، وإلا قل لي ماذا أقول، وكيف أتحلى بالصبر والأدب، بينما قلة الأدب يمارسها النظام السوري، ومصر تستجدي دعمه، وكيف أسكت وأنت تسافر على حسابي بوصفي دافعا ضرائب ببلد نهبه من كنت أنت مستشاره لسنوات.

mmowafi@gmail.com