أقلامهم

ذعار الرشيدي: لاتزال الحكومة تناقش هل يحب الانسان أكثر من مرة؟

ذعار الرشيدي

الانسان يحب مره واحده فقط

عادة ما ينتهي نقاش «كم مرة يحب الإنسان في حياته؟» الى جدل عقيم يخضع لأهواء وتجارب ورؤى المتناقشين، فلا شيء ثابت في أصل حقيقة الحب ولا شيء مؤكد، حتى الأحاسيس خاضعة للتقلب والتغيّر بل وربما تعرضت الأحاسيس لتزييف ما، لذا يبقى تعريف الحب أمرا قابلا للأخذ والرد الى ما لا نهاية، وهكذا كل الأشياء التي لا تخضع لقواعد علمية ثابتة، لا يمكن الخروج في أي نقاش حول أي منها بإجابة جازمة، وأفهم بيزنطية الجدل حول الحب ولكن ما لا أفهمه هو كيف يكون نقاش السياسي في السعي نحو تحولنا الى دولة مؤسسات جدلا بيزنطيا، فالقانون واحد والمواد ثابتة وواضحة، والمنطق أشد وضوحا من شمس رابعة نهار شهر يوليو، ومع هذا نجد ان الحكومة وأطرافها ومطبليها ومغرديها و«انترنتييها» يتفننون في ادخالنا في جدالات بيزنطية «تبط الرأس» و«تفقع المرارة» وتجلب الضغط.مثلا عندما نقول لكم ان استراتيجيتكم غيوم صيف لم تمطر، فنحن نتحدث من واقع أرقام وشواهد حيّة على صدق قولنا، فَلِمَ تتفنن الحكومة في إطلاق تصريحات لا طائل منها غير ادخالنا في دوامة جدل «كم مرة يحب الإنسان ولماذا؟»؟! فتجد تصريحات مسؤوليها تارة تلقي المسؤولية على استجوابات مجلس الأمة وكيف انها تعطل التنفيذ وتضع العصي في دواليبها رغم ان عربة الحكومة لا دواليب لها، وتارة يتحدثون عن الوحش الأسطوري المسمى بـ«الروتين»، أولم تصنع حكومتنا ذلك الوحش وترعه وتربت عليه وتطعمه وتعمل على «تسمينه»، بل وتستنسخه وتضع أمام كل وزارة وهيئة وحش «الروتين»؟! وتارة تتحدث عن أسطورة الحسناء القاتلة المسماة بـ «الدورة المستندية»، وهي الحسناء التي خلقتها الحكومة من العدم فأصبحنا بلدا مشلولا لا يتحرك إلا بورقة تمر على 14 جهة وادارة قبل ان تقر، كل هذه الأشياء الحكومة مسؤولة عنها لا المجلس ولا نحن المواطنين، بيدها قتل وحش الروتين وطرد حسناء «الدورة المستندية» واحترام القوانين حتى لا يستجوبها أحد.

أما وهي تكسر القوانين وتدافع عن نفسها وتطلق من يدافع عنها وعن طرائقها وأساليبها التي تقتل الإبداع في داخلنا، وتدخلنا مع ناطقيها ومواليها في متاهات جدل بيزنطي.

ما نريده هو أن تقف الحكومة أمام مرآة الحقيقة وتعترف بأخطائها وأخطاء وزرائها الحاليين والسابقين وتبدأ بنفض غبار تركة الروتين التي عشش أسفلها الفساد، وتنطلق، عندها لن يستجوب لا رئيسها ولا وزراءها أحد، وحتما لن يكون لمغرديها ولا لمواقعها الإخبارية المدافعة عنها حاجة.

توضيح الواضح: أعترف بأن الإنسان يحب مرة واحدة فقط، كما أعترف بأن الحكومة السابعة ومع مرور أسبوع من عمرها لا تبشر بخير.