أقلامهم

شريدة المعوشرجي يرحب بوزير الخارجية الإيراني ويحذره

كلمة راس:

مرحباً بالوزير الإيراني… ولكن

شريدة المعوشرجي

وزير الخارجية الإيراني أعلن نيته زيارة الكويت، وبالطبع ليس من الحصافة أن ترفض الكويت الزيارة ولا حتى أن تطلب تأجيلها، لكن المطلوب هو الموقف الشجاع والإصرار على مطالبة إيران بأن ترعى حقوق الجوار والتعهد بعدم التدخل في الشأن الداخلي لدولة الكويت، والالتزام بعدم زعزعة أمنها ومحاولة رعاية بعض مواطنيها، وأنا أعتقد أن الشيخ محمد الصباح قادر على إيصال هذه الرسالة بالصورة التي تحفظ حقوق الكويت وتحافظ على استقرار المنطقة.

سياسة الكويت الخارجية كانت ولاتزال تدور في ثوابت لم تختلف ولم تتبدل من السعي الدؤوب إلى تجنيب المنطقة ويلات الحروب والقلاقل، وكانت ولاتزال تحارب تدخل الدول في الشؤون الداخلية لغيرها إلا إذا كانت بينها اتفاقيات ثنائية أو قرارات من مجلس الأمن تسمح لها بذلك، كما أنها كانت ولاتزال تشجع تنمية العلاقات الاقتصادية وتبادل المنافع المشتركة بين الدول، وترى أن أفضل طريق نحو بناء جسور الاحترام المتبادل الذي يحقق المصالح المشتركة ويربط بين الدول.

الآن وفي هذه الأوقات الملتهبة والنوايا غير الصافية، علينا أن نعتمد سياسة الحذر، والمصارحة قبل المجاملة، وعلينا أن نواجه الصديق بما يدور في صدورنا بكل صراحة وصدق، ويجب علينا اتباع سياسة التوجه مباشرة إلى المشكلة لا سياسة الدوران حولها، واستخدام المفردات الصريحة دون كناية أو مواربة. 

نعم نحن لسنا دعاة حرب، لكننا لسنا «طوفة هبيطة» و«اللي بيته من زجاج… فليحذر رمي الآخرين بحجر»، فإيران منقسمة إلى قوميات كثيرة وبينها من الخلافات المعلنة التي يسهل على غيرها اللعب عليها، كما أنها تعج بالخلافات الطائفية… الشيعية – الشيعية والشيعية – السنية، وغيرهم من الطوائف الأخرى، لذلك يجب على إيران أن تحذر من اللعب بالنار في المنطقة وإلا فإنها أول من سيكتوي بنارها… هذه الرسائل يجب أن تصل إلى المسؤولين في إيران دون خوف أو وجل… فمصلحتنا المشتركة في أن يحترم بعضنا بعضاً، ونتعامل مع بعضنا كدول مستقلة متساوية المراكز السياسية، لا دخل لكبر المساحة أو صغرها ولا عدد السكان في ذلك، وبهذا فقط نستطيع أن نطمئن إلى جوار الجارة الكبرى إيران، ونقلب معها الصفحة لنبدأ صفحة جديدة.