محليات

مُستهجن ألا يتسع صدر السلطة لكاتب لا يملك سوى قلمه
المقومات: انتكاسة تراجع الكويت 27 مرتبة في حرية الصحافة

تعليقاً على تراجع الكويت 27 مرتبة في تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود على مستوى حرية الصحافة العالمية أصدرت الجمعية الكويتية للمقومات الأساسية لحقوق الإنسان بياناً صحافياً أكدت فيه على الحرية المسئولة للرأي والتعبير كحق أصيل من حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ، مشددة على ضرورة ألا يمر هذا التراجع مرور الكرام كونه انتكاسة كبرى في مجال الحريات لا سيما مع ارتباطه بملاحقة السلطة لبعض الكُتاب وأصحاب الرأي وعلى رأسهم الكاتب الصحفي والمدون محمد عبد القادر الجاسم ، مبينةً ضرورة أن تصحح الدولة مسارها في مجال حقوق الإنسان وحرياته الأساسية بصفة عامة وحرية الرأي والتعبير بصفة خاصة ، فلا يُعقل أو يُقبل أن تتراجع الكويت 27 مرتبة في عام واحد في مجال حرية الصحافة.

وتابع البيان : من الطبيعي أن يرفع الأفراد سواء كانوا كتاباً أو لا دعاوى قضائية ضد بعض المسئولين ، ولكن المُستهجَن ألا يتسع صدر السلطة وهي الطرف الأقوى لكاتب لا يملك سوى قلمه ، موضحةً أن الأصوب هو تصحيح المسار إذا كان خاطئاً من جانب والرد والتوضيح إذا كان هناك تجني من جانب آخر ، فالدولة لديها وسائل عديدة في هذا المضمار فهي سلطة دولة ولديها مؤسسات كاملة تُمكنها من إيصال رسالتها بأي وسيلة بخلاف الأفراد الذين لا يملكون هذه الأدوات بطبيعة الحال.

وأضاف البيان أن حرية الرأي والتعبير مكفولة في الشريعة الإسلامية وكافة المواثيق والصكوك ، مذكراً بالقصة المشهورة التي حدثت مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث كان بين عمر بن الخطاب ورجل كلامٌ في شيء، فقال له الرجل: اتَّقِ الله يا أمير المؤمنين! فقال له رجل من القوم: أتقولَ لأمير المؤمنين اتّقِ الله؟ فقال عمر: دَعْهُ فلْيَقُلها لي! نِعْمَ ما قال؛ لا خير فيكم إذا لم تقولوها لنا، ولا خير فينا إذا لم نقبلْها منكم ، مشيراً إلى أن هذه القصة تُكرس المعنى الحقيقي لحرية الرأي والتعبير المسئولة كما تُكرس أيضاً كيفية تعامل أهل السلطة مع أصحاب الرأي.

 وذكر البيان بالبند رقم ( أ ) من المادة رقم ( 22 ) من إعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام والتي تنص على أن ( لكلّ إنسان الحقّ في التعبير بحريّة عن رأيه بشكل لا يتعارض مع المبادئ الشرعيّة ) والمادة رقم (19 ) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على أن ( لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفى التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود ).