أقلامهم

وثيقة البراك، هي معدة لـ«احراج» النواب الاخرين وللتشكيك في ذمة كل من لا يوقع، عكس وثيقة رولا دشتي كما يرى عبداللطيف الدعيج

.. وهل المعارضة شرف..؟! 


 عبداللطيف الدعيج



مناهضو الشيخ ناصر اصبحوا في خانة المدافعين المبررين لتحركاتهم وافعالهم، بعدما كانوا يهاجمون ويتهمون الغير بدليل، وفي الغالب بغياب اي اثبات او دليل. هذا بالطبع نتيجة الحماس الزائد، ان لم نقل التهور والفجور في الخصومة اللذين صاعدت منهما الجماعات المناوئة للشيخ ناصر، خصوصا التكتل الشعبي. ومثل ما كانوا خاسرين في هجومهم، فهم خاسرون ايضا في تبريراتهم ودفاعهم عن الاساليب غير المألوفة التي استخدموها مؤخرا في حربهم الشعواء على الحكومة ورئيسها.
النائب فيصل المسلم انبرى بحماس للدفاع عن الوثيقة وتشبيهها بوثيقة ابداء التعاون التي دعت لها النائبة رولا دشتي عند استجواب رئيس الحكومة. ينسى النائب المسلم، او والله اعلم يتناسى، ان النائبة رولا دشتي دعت لتوقيع وثيقتها في مجلس الامة، وستقدم للمجلس. وثيقة ربع المسلم تمت الدعوة لها في ساحة الارادة، وستقدم او تستعرض ـــ وهذا هو الهدف الاساسي ـــ في ساحة الارادة. ايضا وثيقة النائبة دشتي «ايجابية» وذات معنى، فهي قدمت من اغلبية اعضاء المجلس لزملائهم «المعارضين» لتوفير جهودهم والعدول عن ابداء عدم التعاون باعتبار 29 نائبا يؤيدون الرئيس، توفيرا لوقتهم ولوقت المجلس تم تقديم الوثيقة، او هكذا الزعم على الاقل.
وثيقة المناهضين للشيخ ناصر، كما اعلنها النائب البراك، هي معدة لـ«احراج» النواب الاخرين وللتشكيك في ذمة كل من لا يوقع. ستوقع خارج المجلس وستطرح على الناخبين كي يعلموا وفقا للبراك وتُبعه، من هو الانبطاحي ومن المعارض النجب..!! ها نحن نعود مرة اخرى لهذه الاتهامات الباطلة والظنون الغاشمة. ونسأل للمرة الثانية: لماذا يعتقد النائب البراك ومؤيدوه ان «موالاة» الحكومة او الاصطفاف مع الشيخ ناصر سبة وعمالة، او انبطاح وخيانة ــ والعياذ بالله ــ للامة وللامانة..؟! ألم يكن أقرب اقرباء النائب البراك اعضاء في المجلس المزور وضمن عرّابي المجلس الوطني الموالين للحكومة «غير الشرعية» (لم تقسم امام مجلس الامة).؟! هل يجعل هذا منهم انبطاحيين وخونة وبياعة ضمير؟
لا أدافع هنا عن المؤيدين مثلما لا أهاجم كل المعارضين، فأنا اعلم ان بين الاثنين من خان الامانة، او على الاقل ضيع البوصلة مثل النائب البراك، ولكن نحن لنا الظواهر، ونحن نعيش صراعا ديموقراطيا من المفروض ان ينقسم فيه الناس بين مؤيد ومعارض، بدون نعم وبدون لا ليس هناك ديموقراطية، وليس هناك احرار على الاطلاق. اذا كان من لم يوقع من النواب مع البراك وربعه خائنا متواطئا… فهل بقية المواطنين الكويتيين الذين لا يشاركون البراك تجمّعه خونة وانبطاحيون ايضا..؟! فليحترم التكتل الشعبي آراء معارضيه وليلتزم مناوئو الشيخ ناصر الاطر والاساليب الدستورية، فغير هذا لن يجدي ولن ينفع.