أقلامهم

عبداللطيف الدعيج: بدلا من التراجع عن التبذير نجد رئيس الحكومة لم يكتف بفتح مكتب لعلاج حالات «معينة» في الخارج بل «ويأمر» بمضاعفة التكاليف

صدق والا غشمرة؟!


عبداللطيف الدعيج


حسب ما نُشر أخيرا، فإن الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء أمر ـ هكذا ـ بزيادة مخصصات المرضى المبتعثين للخارج ومرافقيهم بنسبة %100..! لم يجف الحبر الذي طالبنا فيه بإعادة النظر في السياسة العقيمة المتبعة في معالجة المرضى خارج الكويت، لم يجف الحبر بعد، وبدلا من التراجع عن هذا التبذير والإفساد في ضمائر الناس والمسؤولين، نجد رئيس الحكومة، الذي لم يكتف بفتح مكتب على حسابه لعلاج حالات «معينة» في الخارج «يأمر» يوم امس بمضاعفة التكاليف وتحبيذ أو إغراء مزيد من المواطنين لاستثمار الكرم الحكومي للسياحة على حسابنا في ربوع ألمانيا وفرنسا وبريطانيا!
ربما نتقبل فكرة إرسال مريض الى الخارج للعلاج، رغم أن الطب هو الطب، والطبيب الكويتي مثل الألماني، مثل الإنكليزي، وربما اكثر علما وخبرة، فمعظم اطبائنا درسوا على حسابنا، ومن يدرس على حسابنا من المفروض ان يدرس في ارقى الجامعات وافضلها. ربما نتقبل هذه الفكرة رغم اننا نعلم مسبقا خطأها، بل نتعجب اصلا كيف يقر ويعترف أعضاء اللجان الصحية بعجز وقلة حيلة زملائهم من الأطباء وعدم قدرتهم على مساعدة مرضاهم، وهم الأكثر متابعة ومعرفة بحالاتهم وصحتهم العامة. لكن.. عوافي، نطوف كل هذا، ونتساءل عن سبب الإصرار على إرسال المرافقين مع كل مريض، رغم أن اغلب المرافقين لا يتكلمون اللغة، وإن حدث وأتقنوا بعضا منها فهم في النهاية «قجة» في المصطلحات الطبية. يعني في النهاية إن لم يكن ذهاب المريض والمرافق للسياحة، فماذا يكون؟!
مرة ثانية، نتقبّل أن نرسل حالات مستعصية الى الخارج، رغم اننا على يقين بأن كل هذه الحالات عجز الخارج مثل ما عجز الداخل عن علاجها، لكن لماذا الإصرار على المرافقين؟! إذا كنا فعلا معنيين بسلامة المريض وصحته النفسية والبدنية، فلماذا لا نزوّد المكتب الصحي بأطباء «نفسيين» ومساعدين اجتماعيين يتولون العناية المباشرة بالمريض وقضاء احتياجاته الاجتماعية والشخصية. إن وجود ناس مؤهلين للقيام بمثل هذه المهام يسهّل على المريض وعلى المعالجين، وربما يؤدي إلى نتائج افضل في التشافي وفي الاستجابة للعلاج.
لكن معروفة.. المسألة كلها تنفيع في تنفيع.. لهذا حرص رئيس الحكومة على رفض كادر المعلمين، في الوقت الذي تطوع برحابة صدر وابتسامة حجزت ثمانية أعمدة لمضاعفة م.نَح المرضى ومعهم مرافقوهم بنسبة