أقلامهم

عبدالرحمن عبدالعزيز الدعيج يستذكر حنكة وحكمة عبدالعزيز الصرعاوي في معرض انتقاد نجله النائب عادل

العم المرحوم عبدالعزيز الصرعاوي 


 عبدالرحمن عبدالعزيز الدعيج 


هو والد النائب الفاضل عادل، كان نعم المربي والوزير الملتزم الذي طور الوزارة التي أوكلت إليه، كان رحمه الله تعالى قدوة لزملائه في العمل، وكان الأب والأخ للجميع، منذ سنوات جمعتني به دعوة في منزل الملا عثمان عبداللطيف العثمان رحمهما الله جميعاً، كان العم أبو عادل هادئاً رزيناً يزن أقواله قبل أن يتحدث، وهو من الرجال ذوي النظرة الثاقبة والرأي السديد.
أسوق هذه المقدمة لنائبنا الفاضل أبو عبدالعزيز الذي كنت أحمل عنه قناعة بأنه من النواب الذين يؤمنون بصدق الكلمة ورجاحة القول، ولكني فوجئت بما طرحه أبو عبدالعزيز من تصريحات أحدثت إحباطاً لرجال ونساء شرفاء ممن يتقلدون مناصب مهمة في الدولة، بعد سماعهم عن هجوم أبو عبدالعزيز وتصريحاته الجارحة التي طالت فتاة فاضلة من أسرة كويتية كريمة، بعد أن اكتشفت تجاوزات كبيرة في مجال عملها، فبادرت إلى إبلاغ رؤسائها كتابياً، فما كان منهم إلا أن أبعدوها إلى أماكن عدة ليست فيها مسؤولية عن عمل مهم، مع إيقاف ترقيتها حسب الأقدمية، مما سبب لها معاناة من تسلط المسؤولين، مع أنها كانت تنتظر أصلاً كلمة شكر «ولا شكر على واجب»، ولكنها لم تتوقع الإساءة. هذا هو ما أقدمت عليه الفتاة الفاضلة التي تحب وطنها وعملها، حيث تربت على الأمانة والسلوك الحسن، ولا يمكن أن تسكت عن تجاوزات الفساد، «الذي أصبح له رواد في مجتمعنا المأكول والمبتلى بكثافة المفسدين»، الذين لا يعملون حساباً «لعقاب رب العالمين» وكأن جزاءها كجزاء «سنمار»، لم نتوقع من نائبنا الفاضل أن يشن هجوماً لا مبرر له من دون أن يتحرى الحقيقة التي برزت للعيان، كان الأحرى به «لو تحلى بصفات والده الطيبة الهادئة رحمه الله تعالى» أن يترك التساؤل لزملائه النواب لإحالة الموضوع إلى جهات الاختصاص. أما الهجوم الظالم على فتاة فاضلة «لا ناقة لها ولا جمل»، فهو منتهى التجني والبعد عن العدل والقانون الذي يشرعه النائب المحترم ليكون نبراساً للمجتمع.
هل تنصل نائبنا الفاضل من مسؤوليته التشريعية، وانضم إلى النواب الذين يجوبون الشوارع ليطرحوا أفكارهم التي رفضها زملاؤهم الأفاضل داخل قبة المجلس، وأسوأ شيء قاله نائبنا الفاضل «إنني أخطأت في حق الفتاة ولن اعتذر»، الاعتراف بالخطأ فضيلة، وعدم الاعتذار تكبر، وبعد عن أمر رب العالمين سبحانه وتعالى، المواطن في انتظار أن ترفع راية العدل المشهود لها في الكويت، لتنال ابنة الكويت البارة رد الاعتبار والمؤازرة من الجميع المحبين لأبناء بلدهم المخلصين، بعد أن تولت الجهات القانونية التحقيق فيما كشفته ابنة الكويت المخلصة، مع رد الاعتبار إلى من أسيء إليه، مع أمنيتي بأن يعهد إليها إدارة هذا المرفق المهم لدحر الفساد، وخلع جذوره المستشرية.